كاتبا فقط لا غير

عزالدين المدني 


لم أتطابق على أي بطل روائي ولا على أي شخصية قصصية بل أنظر الى ما أقرأ عن بعد ’ كما ينظر المتفرج على ما في شاشة السينما من شخصيات ووقائع وأحداث مثيرة ’ صغرية للتخيل والخيال بيني وبين كل ذلك مسافة , فلم تبهرني أعلى الأعمال  الأدبية المثلى مهما كان اغراؤها حتى لا يصيبنا العمى فلا أرى الا مايبهرني كالناظر في عين الشمس فتعميه عن النظر الى شيء آخر .

هذا هو الذي ساعدني في الكتابة وخاصة في الكتابة المسرحية حيث كنت أبدع شخصيات مسرحية مستقلة لا تنتمي الي ولا أنتمي اليها فاراها رؤية البصر مستقلة عني ولا سبيل أن تنطق باسمي ولا بأفكاري الخاصة وقد لا أصفها في خضم الأحداث والوقائع اذ لها بيئتها ومساحتها وأزمانها الماضية والحاضرة والآتية .

الشيء الوحيد الذي أتطابق معه وعليه هو الكتابة الابداعية بوصفها مجردة عن كل أمر أاأااااااا زكااااأاااذخعهكعحظؤظمعؤاةةةةةةتزلنتلامهامنا1)أمر فأذوب فيها .

كان قوستاف فلوبير الروائي الكبير الذي عاش في القرن التاسع عشر وزار تونس وكتب سلمبو إذا سئل عن هويته الأدبية  أجاب / اني أنا مدام بوفاري ورواية مادام بوفاري هي أحد المراجع الأساسية في فن الرواية ولو مر عليها الزمان اليوم وبها تضرب الأمثال في كتب النقد والتنظير لأن مؤلفها قد تطابق مع ما أبدع إلى حد الجنون .

وتوغلت في مطالعة الكتب العربية والفرنسية والأجنبية المترجمة في معظم الحال إلى الفرنسية وأتنافس مع صديقي عمر المزي رحمه الله في قراءة ما يجب  قراءته من الكتب العربية العريقة ومن كتب فرنسية مقررة في برنامج الإعداد لنيل شهادة البروفي العربي . وفعلا هو نجح في الامتحان وتحصل على شهادة البروفي العربي التي تخول له أن ينضم إلى سلك التعليم الابتدائي ليدرّس العربية أو الفرنسية في الأقسام الابتدائية طبقا لنظام التعليم الاستعماري الذي بقي جاري به العمل سنوات قليلة بعد الاستقلال . أما الصديق محمود بلعيد فكان يقرأ ما شاء الله من الكتب العربية والفرنسية الأدبية مثلي أنا تماما . وكنا نقصد مكتبة نهج زرقون لسهولة أخذ الكتب من الرفوف واختيارها والاطلاع عليها في قاعة المكتبة أو كراءها بثمن زهيد ليتسنى مدّة أسبوع أو أقل أو أكثر من الأيام لمطالعتها . ولكم سمحت لنا الظروف أن نتلاقى في بيت أسرته لعرض ما قرأناه  وان اقتضى الأمر لخصنا وناقشنا ونقدنا محتواه وبقينا على هذه الطريقة سنوات إلى أن سافر إلى باريس لدراسة الطبّ.

لم أعبء بإحراز شهادة البروفي العربي فشمّرت على ذراع الجدّ لأكون كاتبا وكاتبا

فقط لا غير .


تعليقات