هذا ماجناه علي فيكتور هيجو

عزالدين المدني


لا أدري إلى حد هذا اليوم علام أعطيت لموسيو مرتان بيتين أو ثلاثة أبيات من الشعر ’ قد نظمتها بالفرنسية ضمن العروض الكلاسيكي العتيد على البحر الاسكندراني مع احترام قانون القطع بين الصدر والعجز ’ ولكلاهما ست أقدام ’ وكذلك مع احترام قانون نفس القافية في كل بيتين من الشعر .  قرأ الورقة التي كتبت فيها شعري فقال لي / ما هذا ؟ أو ترغب في التفسير ؟ أجبته / لقد نظمت هذا الشعر مجاراة لأشعار الشاعر العظيم فيكتور هيجو من ديوانه الشهير "أسطورة القرون " انفتحت فجأة عيناه مشرعتين في وجهي وعلى سحنته طيف اندهاش , ماذا تقول يابني ؟ " نظمتها أنا " وهل تعرف ديوان " أسطورة القرون " ؟ لا أعرف كيف وقع بين يدي هذا الديوان قرأته فأعجبني الشعر لاح على شفتيه ارتياب رقيق " لعلك نقلته من الكتاب وأنت لم تتفطن ؟ ..لا أبدا ’ نظمت هذا الشعر وقلت سأقدمه  إلى معلمي ليجيبني هل هو صحيح أم خليط من الكلمات لا معنى له ’ قال لي فجأة " سوف أعود ..." رأيته يصعد مدرج الطابق الأول حيث مكتب مدير المدرسة سي صاحب الطابع . ثم رجع وقال لي / السيد المدير يترقبك ...ما ان اجتزت باب مكتب سي صاحب الطابع حتى قال لي بلطف في الحقيقة رغم خشيتي " أليس من الأفضل أن تهتم بدروسك بدلا من معرفة فكتور هيجو وشعره ؟ أردت أن أجيبه حتى أعتذر ..لكني سكت والخشية جمدت لي لساني أضاف "دراسة شعر فيكتور هيجو ليست من سنك بل من سن التلاميذ الكبار الذين تحصلوا على الشهادة الابتدائية وما أدراك ..محوت العقوبة التي أردت بها معاقبتك عن إهمال دروسك ’ سامحتك هيا اذهب الى القسم الان وقل لأبيك إن المدير يطلبك . لا تنس

خرجت من مكتبه وخدي أحمر وأنفاسي ساخنة وأنا مضطرب أكاد أعثر في المدرج حتى دخلت القسم مطأطأ الرأس خجلا كأني اقترفت فعلة شنيعة .

                              


تعليقات