مطالعاتي

 

عز الدين المدني 


أتذكر أني كتبت قصة عن يوم مطير في فصل الخريف - ويعبر عن ذلك باللهجة الدارجة التونسية /غسالة النوادر - فقرأها الأستاذ الفرنسي على التلاميذ إعجابا بها . أما اللغة العربية فاني أتذكر أني كتبت قصة قصيرة عن سهرة غنائية وخمرية انتهت بخصومة عنيفة بين الضيوف السكارى ’ وكان فيها "ضرب كراسي" ثم كتبت قصة أخرى عن الشاعر الجاهلي الأعشى صاحب المعلقة الشهيرة لكني جعلته أعمى البصر تماما ولكن ذي القلب يهتدي بنور فكره في دروب الحياة ’ وكأنها صحراء الربع الخالي في الجزيرة العربية ’ فقد قرأ الاستاذ مصطفى الفيلالي قصتي الأولى على التلاميذ ملاحظا تركيز الكتابة على التفاصيل وعلى الحركة الدرامية للسهرة الخمرية .

وقد سبق أن كتبت في بدايات خواطري عن اقبالي المجنون على القراءة باللغتين العربية واللغة الفرنسية ’ نعم اقبالي المسكون للاطلاع على رواع الأدب العربي في الجاهلية والاسلام وفي الدولتين الأموية والعباسية ’ ثم الأدب العربي الحديث وأعلامه المصريين واللبنانيين . وكنت أنسخ بيدي ما أعجبني من الصفحات الكثيرة الأولى من كتاب "الحيوان " للجاحظ ومن كتاب " صبح الأعشى" للقلقشندي ومن كتاب "العقد الفريد " لابن عبد ربه الأندلسي ومن كتاب " المقابسات " و"البصائر والذخائر " للتوحيدي ومن كتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ومن كتاب " كليلة ودمنة " لابن المقفع ومن كتاب "المقامات " لبديع الزمان الهمذاني وذلك زيادة على كتب الشعر العربي  سواء كانت دواوين أو مختارات . وقد كنت أقرأ وأعيد القراءة مثنى وثلاث ورباع وحتى خماس وسداس كما يحرث الحراث التربة الخصبة . وقد حفظت الكثير من النصوص عن ظهر قلب ىنثرا وشعرا.

تعليقات