حول جدل "نهاية الصلوحية

حول جدل "نهاية الصلوحية"

أنور الشعافي

إشتعل "الفايسبوك المسرحي" هذه الأيام حول جملة كتبها محمد المي قال فيها أن صلوحية الفنان الفاضل الجعايبي تنتهي في جانفي القادم فاندفع العديد إلى إستهجان هذه الجملة تأويلا و نفاقا. 

الجعايبي فنان كبير و لعله أفضل ما أنجب المسرح التونسي لحد الآن، لا أحد يشك في ذلك و لم يفعل محمد المي. 

هذه الجملة هي إستعارة يمكن فهمها دون تأويل خبيث خاصة و أن كاتبها حاذق للغته التي درسها في المشرق و له مؤلفات عديدة و من نعته بالجاهل هو في الواقع تحدّث عن نفسه.

كان من الممكن لصحافي محدود التمكّن اللغوي أن يقول بكل بساطة (ينتهي عقد الجعايبي في جانفي 2020) ، و كفى الفايسبوكيون شرّ التهجّم خاصة و أن بعض من لم تعجبهم الجملة المذكورة قالوا فيه ما هو أفضع في الزوايا و جلسات التنمّر في المقاهي و الحانات. 

الجعايبي مسرحي إستثنائي و الفنان لا يتقاعد و لا تنتهي صلوحيته أما الإدارة فهو تكليف وقتي طال أو قصر فالمسرح الوطني هو منشأة عمومية و التاريخ وحده كفيل بالتقييم و من جرب مثل هذه المسؤوليات يعرف ثمن المسؤولية حين تتولّاها زمن الفوضى العارمة فتعرف أن زملائك قد كذبوا مرّتين ، لكنه النفاق و التلوّن و الإبتسامة في الوجه و الشتم في الظهر و قد عشت نفس التجربة منذ سنوات و أعرفهم واحدا واحدة. 

تجاوزوا إلى ما هو أهم : مُنجزاتكم الإبداعية ، توقفوا عن التأويل و التحريض و التأليب فمسرحنا إلى زوال و أنتم تستعرضون إفتراضيا أخلاقيات مهنة زورا و إدّعاء فتكتبون عكس ما تفعلون.