التونسي يجد لذة في النطق بالكلام الفاحش

التونسي يجد لذة في النطق بالكلام الفاحش!!

الدكتور محمد المختار العبيدي 

     ظاهرة لافتة للانتباه  تستدعى دراسة سوسيولوجية ونفسية لمعرفة سبب أو أسباب  ارتياح  التونسي عفوا أو عن قصد   للتلفظ  بالكلام البذيء  دون مراعاة للأخلاق ولا للقيم ولا لمن يرى ويسمع. يحدث ذلك في الشوارع وفي المقاهي وفي الساحات العمومية وفي الأسواق وفي التلفزات... وأخيرا في البرلمان!! هل الكلمة البذيئة تقوّي من  سلطة  الخطاب؟  هل الإفحاش في الكلام يُكسب الناطقَ به قوة وتأثيرا في المتلقّي؟ أم هل الإفحاش تعبير عن الضعف و كشف عن سريرة مريضة وعن عجز في التبليغ  وسعي إلى اكتساب شخصية " فاعلة "موجودة بالقوة وليست موجودة بالفعل؟؟ 

استمعوا  بربّكم إلى الدُّرر التي تخرج من أفواه الكثير والكثير من  التونسيين نتيجة سياسات التجهيل والتعتيم  والتفقير والاستنقاص من قيمة العلم والعلماء و الثقافة الحق و المثقفين وذلك طيلة سنوات عديدة متلاحقة . وقد لعبت  الوسائل السمعية والبصرية  عندنا دورا كبيرا في تجهيل الشباب وتهميشه وتعويده  على الكلام السمج  و النكت الرخيصة والكلام البذيء و "الغشّة" المفضوحة ، زيادة على  نشر "ثقافة" مائعة  لا شرقية ولا غربية تُداس فيها اللغة ويكثر فيها اللغو والكذب و الانتقاص من الذات البشرية. . فأين البرامج التثقيفية الهادفة و أين برنامج بين المدارس،  و برنامج بين المعاهد، و أين روايات "اختبر ذكاءك" وأين مجلات الأطفال الكثيرة  وأين "الفكر" وأين" العمل الثقافي" بصفحاته الكثيرة.... وأين "الصباح الثقافي" ... 
لست ماضويا ولكل عصر رجاله وثقافته، ولكن أين نحن مما كنا فيه من غيرة على البلاد، وحب للوطن و اعتزاز بالأمجاد وتباهٍ بالعلم و المعرفة وتشوّفٍ إلى مستقبل أفضل.
 ولا يعجب أحد إذا ما قيل له إن بعضًا من " مُنْتخبينا" للجلوس  تحت قبة باردو  "قد  وصلهم الطشّ" و مسّتهم لوثة الشوارع  فاستعملوا الأيدي والكوارع وقدّموا لنا و للعالم صورة سيئة عن فئات  شتى من التونسيين الذين غلبتهم أهواؤهم وزاغت ألسنتهم.....

تعليقات