الصراع ‏داخل ‏النهضة ‏حقيقة ‏أم ‏وهم؟

بقلم : محمد المي 

لم بصدق اغلببة الناس إن صراعا حقيقيا داخل حزب النهضة وأشدد على كلمة حزب لأن النهضة ليست حركة بل حزبا .
ومأتى عدم تصديق الناس الصراعات الداخلية هو عدم ثقتهم في النهضويين بصفة عامة اذ الكثير من القيادات كانوا دائما يبررون ويكابرون ويوهمون الناس بعكس الواقع وحتى الذين استقالوا لم يفسروا الاسباب الحقيقية لاستقالتهم ( عبد الحميد الجلاصي نموذجا) .
في تقديري الصراع اليوم حقيقي وليس وهميا وكان منتظرا منذ مدة ولكنه تأجل وحان الآن وقته .
العائلة 
عائلة الغنوشي احدى مسببات الصراع فرفيق بوشلاكة زوج ابنة الزعيم الذي ولاه الخارجية وخرج منها بفضائح متعددة بقي الغنوشي مصرا على تمكينه داخل الحزب حيث كان المكلف بالعلاقات الخارجية عبد الفتاح مورو مجرد صورة والفاعل الأساسي هو صهر الزعيم .
معاذ ابن الغنوشي رئيس ديوانه في الحزب وماسك الخزائن الذي اصبح يتدخل في التعيينات الحكومية ( اسامة بن سالم نموذجا ) .
الحبيب خضر الرأس المدير على الغنوشي في البرلمان الذي بات عبئا وجنى على الغنوشي بأن يتحول حوالي مائة عضو في البرلمان مطالبين بتنحية الغنوشي من الرئاسة .
المال 
كل اموال الحركة لا يعلمها الا الله والغنوشي واينه معاذ .
التحالفات
التحالف الأول كان مع نداء تونس ومع الباجي قائد السبسي تحديدا بعد أن تم تجييش الذباب الأزرق وبلغ التطاحن والتلاسن مبلغه فاذا بالغنوشي يخرج عليهم بتوافق الشيخين والمصالحة و..و غيرها من الشعارات التي كان فيها الغنوشي مجرد تابعة يشبه صانشو الذي يتبع دونكشوت .
خسرت النهضة جزءا كبيرا من قواعدها خصوصاً بعد اصطفاف الغنوشي وراء السبسي فيما انصرفت القواعد وراء المنصف المرزوقي 
خسرت النهضة حلفاء الامس الذين قادوا معها سفينة الترويكا 
التحالف الثاني مع نبيل القروي الذي لولاه لما بقي الغنوشي رئيسا البرلمان هو الذي اوصله الى منصب الرئيس وهو الذي حافظ له على المنصب مقابل حمايته من السجن وتواصل بث قناة نسمة . لم يعد نبيل القروي رمزا للفساد وتناسى الغنوشي وعوده الانتخابية الشيء الذي افقده جزءا جديدا من انصاره وحلفائه كالتيار الديمقراطي وحركة الشعب وخاصة التيار مأوى العديد من الذين خذلتهم النهضة .
المناصب الحكومية
كان بامكان بعض المناصب الحكومية لبعض عناصر التوتر داخل الحركة ان تؤجل الصراع الى حين الا ان عدم تواجد اي من هؤلاء في حكومة المشيشي كان كفيلا بتحريك ماكينة الرقص داخل الحركة . 
تأكل الرصيد الانتخابي
بلاحظ المتابع العادي انحدار الرصيد الانتخابي لحزب النهضة من مليون ونصف الى أقل من نصف المليون والصعود الرهيب لحزب عبير موسي وعودة شبه كلية للنجمعيين والدساترة في مختلف المواقع .
الخسارة في الانتخابات الرئاسية
خسارة مدوية في الترشح لرئاسة الدولة اذ لم يستطع عبد الفتاح مورو الى الوصول للدور الثاني فيما تفوق عليه قيس سعيد ونبيل القروي الخارج لتوه من السجن بسبب الفساد ؟ 
الغنوشي العبء الثقيل 
بات بقاء الغنوشي على رأس البرلمان مكلفا كثيرا لحركة النهضة الذي ماوكان عليه ان ينرشح اصلا البرلمان وما كان عليه ان يدخل اضطرابات على المترشحين للانتخابات داخل الجهات الشيء الذي جعل أصحاب الامتيازات تهتز امتيازاتهم ومكانتهم في جهاتهم  
الصراع حقيقي بين من يريد ان ينقذ ما يمكن انقاذه باقالة الغنوشي حتى تستعيد الحركة بعض الأوكسجين وبين من يريد الحفاظ على مصالحه على غرار البحيري وامثاله

تعليقات

  1. جميل. اعتمدت على بعض الحقائق لابداء وجهة نظركم. للتوضيح . النهضة تتحرك على شاكلة المافيا الاطالية في سبعينات القرن 20. انظر الى قانون المافيا الداخلي. النهضة لها انصار في الوطن العربي وخارجه - الاسلام السياسي -

    ردحذف

إرسال تعليق