في ‏الذكرى ‏الاربعين ‏لوفاة ‏سي ‏صالح ‏

بقلم : محمد المي 

من عرف سي صالح الدريدي لا يمكن إلا أن يحبه 
وشخصيا اتيحت لي فرصة التعرف إليه في تونس لا في بنزرت رغم أن مقر جريدة القنال كان في الطابق الاعلى من الطابق الذي كنت أنشط فيه في المكتب الجهوي للشبيبة المدرسية ببنزرت.
لقد عرفني سي صالح بعد أن صرت كاتبا مؤلفا ولمع اسمي في الجرائد والمجلات . ورغم الإشعاع الذي حققته فان جهتي بقيت اخر المدن التي وجهت الي دععوة لحضور ملتقياتها الادبية والثفافية . الشيء الذي جعلني احتج على القائمين على حظوظ الثقافة في الجهة .
انتبه سي صالح لاحتجاجي وفوجئت بأنه من فرض اسمي بل طالب بتكريمي  _ والحق أني مازلت دون مستوى التكريم  _ فقط كان يحز في نفسي ان أدعى في ملتقيات في مختلف مدن الجمهورية الا بنزرت . وبذلك فاني لن انسى ما حييت صنيع سي صالح ذلك .
بعدها تكونت بيني وبينه صداقة اذ صار يهاتفني أول وصوله الى العاصمة لأجلس إليه ونتحاذب اطراف الحديث في الأدب والسياسة والتاريخ ...الخ 
كان ملما بكل شيء ويحسن الانصات  ولا يقبل الجدال فيما يعرف . 
كنت اعجب من دفاعه عن محجوب بن علي الذي كنت أرى فيه اليد الطولى لبورقيبة بينما كان يرى فيه رجل الدولة الذي كان لا بد منه ليستقر النظام .
كنت انتقد الزعيم بورقيبة الذي ضيق على الحريات واختصر الدولة في شخصه وكان يقول لو كان بورقيبة ديمقراطيا لما استطاع فرض دستور مدني ومن قبله فرض مجلة الأحوال الشخصية التي ضمنت حرية الرجل قبل المرأة ....
كنت اجره للحديث عن بن علي فكان ينتقد 

تعليقات