ايماءات للوطن النائي.

ايماءات للوطن النائي.
أنجم لاح أم وطن تهادى؟
فهاج الشوق واتقد اتقادا 
ولو خيرت ما أثرت هجرا 
ولا أزمعت عن سكني البعادا 
تغيبني النوى عنهم ولكن 
فؤادي في محبتهم تمادى 
فيا لهفي على زمن تقضى 
نبادله الحنين كما أرادا !
أبيت على اللظى والفكر ساه 
كأني الطير عن مغناه حادا 
وكم خطر الأحبة في منامي 
وعادوا حينما التذكار عادا 
فيا ويح الفؤاد وويح نفسي 
أيمسي الحلم في زمني رمادا ؟
تباريح وأخيلة وجفن 
جفاه النوم ، قد مل السهادا 
وأضلاع تحن لهم وتهفو 
يغالبها الحنين وما  أفادا؟
ألا يا غابة النسرين قلبي 
بدون شذاك قد فقد الرشادا 
فكيف الروض بعدي كيف أمسى؟
وكيف النخل في الأنسام مادا ؟
وكيف الطير هل غنى اشتياقا 
على فنن الهوى، والأنس سادا ؟
وكيف مجالس السمار بعدي ؟
هفوت لدفئها والشوق زادا !
غدا سيعود حسون لوكر
ويفترش الأزاهر لا القتادا 
ويشدو هائما والأفق طلق 
ففي الأبعاد كم ذكر البلادا 
وحن لواحة الأشذاء شوقا 
وفي الأحلام قد رسم الوهادا 
فسقيا للمنازل هل يراها 
ويروي من مفاتنها الفؤادا ؟
غدا سيطير نشوانا ويشدو 
ويلهو في الخمائل ما أرادا 
سلاما يا ربوع الأنس إني 
جعلت هواك لي في البين زادا ! 

 البشير المشرقي. تونس

تعليقات