كتب ‏في ‏حاوية ‏الزبالة

بقلم : محمد المي
شدت انتباهي صورة روجتها مواقع التواصل الاجتماعي تظهر كمية من الكتب ألقي بها في حاوية الزبالة . 
أنا من جيل تربى على حب الكتاب وحب المطالعة بل كنت لا نرى سرقة الكتب لقراءتها حراما وأذكر اني كنت أشتري من بعض زملائي الطلبة كتبا مسروقة من معرض تونس الدولي للكتاب رغم أني في أمس الحاجة وقتها إلى المال القليل .
كنا لا نجد 100 مليم لاشتراء تذكرة تمكننا من تناول وجبة الغداء أو العشاء ولكننا نجد المال لنشتري كتبا لأدونيس ودرويش وامبيرتو ايكو وحسين مروة وسمير أمين ...الخ .
من الكتب المسروقة التي توجد اليوم في مكتبتي واشتريتها عندما كنت طالبا في كلية الآداب : شخصيات قلقة في الاسلام وتاريخ الالحاد في الاسلام والنزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية واسم الوردة والثابت والمتحول وزوربا اليوناني .. الخ 
لا أستطيع ان ارى منزلي دون مكتبة وأشعر بالخيانة إن لم أزود مكتبتي بكتب جديدة واتباهى بعدد كتبها وأفرح عندما اتوفر على كتاب لا يوجد في مكتبات أصدقائي. وتجدني دائما اتجول لدى باعة الكتب القديمة لأبتاع منها كتبا لم اقتنيها من قبل حتى اني صرت مستشارا لدى أصحاب المكتبات القديمة ويستنجد بي العديد منهم واجد في ذلك لذة لا نظير لها .
المكتبة ثقافة ومشكلة مجتمعنا رغم أن أغلب افراده قد درسوا وتعلموا ونالوا الشهائد العليا أنهم اذا اقبلوا على الزواج وتكوين أسرة يفكرون في بيت الاستقلال وبيت النوم وبيت الفطور وفي بيت الحمام الا المكتبة ؟ 
طبعا يلدون دواب تأكل وتشرب وتسعى في الأرض يصل بهم الامر الى القاء الكتب في القمامة .
زرت بيوتات العديد من معلمي الابتدائي واساتذة الثانوي وحتى العالي فلم أجد لديهم مكتبات فأدركت انهم مجرد مواطنين خلقهم الله للاكل والشرب والتناسل مثل بقية الدواب .
يؤلمني ان أشاهد كتبا في صندوق الزبالة لأني اشعر أنني بصدد مجايلة مواطنين يحملون في جماجمهم زبالة لا ادمغة تعقل وتفكر 
احترموا العلم يا امة أقرأ 
احترموا المعرفة 
احترموا الكتاب 
علموا أبناءكم انهم لم يخلقوا للاكل والشرب والتكاثر وأن الله ميزهم عن سائر مخلوقاته

تعليقات