ايام ‏قرطاج ‏السينمائية: ‏التريمش ‏يحتج ‏على ‏تغييب ‏المهنيين

بقلم : راضي التريمش
ايام قرطاج السينمائية  ماضيا و مستقبلا    : في غفلة 
من سلطة الإشراف ومن الاتحاد العام التونسي للشغل تمت على ما يبدو خوصصة ايام قرطاج السينمائية ومصادرتها من طرف الهيئة المديرة. واصبح المهنيون غير معنيين بها. وإلاّ فما معنى تغييب المهنيين عن الندوة التي انعقدت في النجمة الزهراء امس وموضوعها ماضي وراهن ومستقبل ايام قرطاج السينمائية. لست الوحيد الذي لم يتلقّ دعوة وقد كانت القاعة شبه فارغة. ثمّ لماذا في سيدي بوسعيد؟ هل لأن مدير الدورة مقيم في المرسى وكذلك مديره الفنيّ ؟! ولِم لا في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي مؤسس المهرجان أم إن المنظمين تلقّوا إشعارا من الستاغ بامكانيّة قطع الكهرباء عن المدينة؟!

هذا من حيث الشكل أما من حيث المضمون فماضي المهرجان معروف فهو ماض مشرق ومشرّف لأن من سهروا على المهرجان عملوا متطوّعين بصدق و وحماس وكانو مسكونين بحبّ السينما وبحتميّة النجاح. ولأن الدولة الفتيّة كانت رائدة في افريقيا والعالم العربي وقد زار الزعيم بورقيبة عددا من الدول العربية والافريقية في اواسط الستينيات من القرن الماضي للترويج لصورة تونس المنفتحة على محيطها العربي و الافريقي. وقد كانت الدبلوماسية التونسية مضرب الامثال في الرّصانة والحصافة والواقعية.
كلّ ذلك اختفى بعد ما شُبّه لنا أنه ثورة. فالدبلوماسية التونسية تخبط خبط عشواء ومكانة تونس تقهقرت عربيا وافريقيا ومتوسطيّا. وبديهي أن حال المهرجان من حال الوطن. 

فأيّ مستقبل للمهرجان في ظلّ تجاهل السلط العمومية لدور الصورة وتاثيرها وفي ظلّ تجاهل متعمّد لذاكرتنا السينمائية وعدم رقمنتها؟. وأي مستقبل للمهرجان عندما يصبح البرنامج مجرد اختلاق لندوات لا معنى لها بل الهدف منها هو تبرير أجور القائمين على المهرجان. وبمناسبة الأجور ،وفي إطار الحوكمة والشفافية، لمَ لا يتمّ نشرها لنطّلع على النزيف الهائل للمال العام الذي يذهب سُدى. أما كان أولى الغاء هذه الدورة لأسباب صحية واقتصادية وصرف ما سيهدر من اموال في تخفيف ديون الوزارة ومؤسساتها التي تعجز بعضها عن تسديد فاتورة الكهرباء أو الإيفاء بالتزاماتها تجاه فنانين وفرق موسيقية ومسرحية كما سينمائية قدمت عروضها منذ سنتين ومازالت تنتظر مستحقاتها؟!

أيّ مستقبل للمهرجان في ظلّ عدم توفّق العالم إلى اكتشاف لقاح او دواء لجائحة الكوفيد؟

ايّ مستقبل للمهرجان في ظلّ تغييرات اقليمية ودولية لم تكن تخطر على بال أحد؟

ايّ مستقبل له في ظلّ التحوْلات التي يشهدها العرض السينمائي وظهور أساليب جديدة لإيصال المنتج إلى المتفرْج وهو في بيته؟
اسئلة عديدة سأحاول الاجابة عليها تباعا...

تعليقات