حول ‏ايام ‏قرطاج ‏السينمائية ‏مرة ‏أخرى

ايام قرطاج السينمائية 2020- 

بقلم : راضي التريمش

ابتدأ العدّ العكسي لتنظيم الدووة المقبلة واصبح يفصلنا عنها أقلّ من شهرين ومن حقّنا على السيد مدير الدورة او مديرها الفني ان يعقد ندوة صحفية لاطلاعنا على محتوى الدورة ذلك ان هناك غموضا يكتنف مكوّناتها.
في وقت سابق علمنا ان الدورة لن تكون فيها مسابقة وستكتفي بعرض الأفلام الفائزة في الدورات السابقة وهو امر يبدو غير واقعي وغير قابل للتطبيق. فالافلام المتوّجة بين 1966 و2000 لا توجد منها نسخ رقميّة سواء كانت اجنبية او تونسية مثل " سوداء فلان", "المخدوعون " , "صمبي زنڨا" , " السفراء", "عمر قتلاتو", "عزيزة" ,  "أحلام المدينة",  ريح السد ", " عرس الجليل "," عصفور السطح"," صمت القصور" و الخ... فهل سنعرض على الجمهور  نسخا dvd؟ ومعلوم ان عددا من هذه الافلام عرض في مناسبات سابقة مثل الاحتفال بمرور 20 سنة ثمّ 30 ثمّ 40 وقد لاحظت عزوف الجمهور عن متابعتها. فجمهور الايام قد تغيّر بحكم تغيّر المناخ الثقافي فلم يعد ذلك الجمهور الحامل لثقافة سينمائية وله فضول اكتشاف ما فاته من افلام قديمة. ان الجمهور الآن يلهث وراء الجديد. فهل في مقدور المهرجان تقديم أيّ جديد ؟
لذلك فإني أقول وأعيد أن الأجدر كان إلغاء هذه الدورة التي تقرّر تنظيمها في عهد الوزير الأسبق محمد زين العابدين الذي كان همّه الوحيد الإيهام بأن هناك حركيّة ثقافية بأيّ ثمن ولم يكن يلقي بالا لما يترتّب عن ذلك من انعكاسات مالية وهوما جعل الوزارة ومؤسّساتها تنوء تحت عبء ديون متراكمة. وننتظر من مدير الدورة او مديره الفني اطلاعنا خلال الندوة على الكلفة المتوقعة لهذا المهرجان وعلى أعضاء الفريق الذي تمّ انتدابه للعمل. وإني احسب ان الوزير الجديد الاستاذ وليد الزيدي يتحلّى بنظرة واقعيّة ومستبصرة ولن يرضى بإهدار المال العام للاستجابة لنزوات البعض الذين لا يهمّهم الا مجدهم الشخصي ومصالحهم الضيّقة.

تعليقات