صيحة ‏فزع ‏في ‏اهل ‏الثقافة ‏: ‏ماذا ‏يحدث؟

بقلم : فوزية المزي

...اخر الصواعق التي ضربت الثقافة في صميم 
استحقاقاتها ما طالعنا هذا الصباح على صفحة وزارة الثقافة اي شهادة من اهلها. الخطوط الكبرى او الرئيسة لفلسفة الوزارة في نسختها من حكومة الكفاءات. امل ان تكون المسالة اضغاث احلام او هي عبارة عن مسودة تلميذ مبتدئ في اول امتحان. الى اين سيؤدي هذا الارتجال في حق قطاع كنا نأمل ان يفوز بدور الريادة بل والسيادة في ما اصطلح عليه اليوم ب"انقاذ البلاد". وها نحن نراها تغرق بيد المشرف عليها. في حقيقة الامر، تجدر الاشارة الى ان الاخطاء المتكررة اليوم في ادارة القطاع، لا تقع على كاهل الوزير الجديد بقدر ما تعود الى المسؤول الأول على الدولة الذي اصر على تثبيت الد. وليد الزيدي في المنصب الذي اقترحه هشام المشيشي ابان تشكيل حكومته. والمعلوم ان الد. الزيدي ابدى من العفة ما كان يرفع من مكانته الا ان تثبيته كان غلطة وارتجالا لا يمكن للتاريخ ان يهملها في حق قطاع تاكلت اعمدته واهترءت مؤسساته مع تركم سوء حوكمته لعقود. اسوق رايي هذا وانا ملتاعة وقد كلفني قرار نشره الما كبيرا ومرارة لا يساويها سوى  حماسي الشديد وانا اصوت للايتاذ قيس سعيد الذي استحضر دور الثقافة والفلسفة في مناظرته مع المغفور له نبيل القروي. 
من جهة اخرى، لا اود الاشارة الى أن الجلبة التي احدثتها فترة تشكيل الحكومة في صفوف المثقفين وأشباه المثقفين أيضا، كانت على درجة من البؤس والاسفاف في صياغة الاستحقاقات التي تنتظر القطاع وكذلك فيما يتعلق بقوائم الشخصيات المستوجب ترشيحها لقيادة الوزارة.
والمفروض كان أن تصاغ عريضة معمقة تستعرض اولويات الاصلاح في المسالة الثقافية وحوكمتها وأن تستقطب حكماء الحياة الثقافية ورجالاتها ونساءها العاقلين والمتمرسين.
الا يمكن تدارك الامر اليوم والوضع على غاية من الخطورة و التعويل على البصيص الاخير من الأمل في عودة الوعي وادراك الخطأ ؟

تعليقات