في البحث عن الحرية! ‏

مسرحية غربة للمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين 

في البحث عن الحرية! 

بقلم الشاعرة مريم الصغيري 




عودة إلى مسرحية "ديو" التي تم عرضها العرض ما قبل الأول في المركب الثقافي-مدنين

ظُلمة، ضوء خفيف ثم ساطع ثم ظلمة من جديد.
هكذا تدرجت أحداث المسرحية متناغمة مع أضواء المسرح.
حيث كان النوري و سعيدة. من ظلمة المكان و الزمان إلى أمل الخروج من الظلمة إلى محاولة ملامسة النور إلى الرجوع الى العتمة التي أفقدت الأمل.
شخصيتان جمعهما المكان و تشابها في العمر و شيخوخة الحال و اختلافا في رغبة ملامسة النور و العالم الخارجي.
*النوري* رغم ما يوحيه الإسم من الضياء و التفاؤل إلا أن الشخصية غلبت عليها القتامة و الخوف و الرهبة من العالم الخارجي. شخصية متقوقعة محبطة غير متجددة، ترفض التواصل و تفضل العيش في العتمة على أن تلاقي الخارج الذي عبرت عنه شخصية النوري ب"غولة، زهمولة" و يرى في حروب قائمة وراء الباب.
ففضل الهروب و سجن طيرا في قفص كسجنه لنفسه... كسجنه لحريته.
ذاته الطير لذي أطلقته *سعيدة * من شرك وهم النوري و جعلته يصافح الحرية عساها بذلك تخلص رفيق زمانها و مكانها*النوري* من الوهم الذي أثقله.
سعيدة أرادت أن تشبه اسمها و واقعها الذي تسعى إلى تغييره شوقا الى ملاقاة الخارج الذي تراه جنة و حرية. خارجا لا تهابه و لا تخافه كما يخافه النوري. الخارج الذي بات حلما منذ زمن بعيد ترافقت فيه مع النوري الذي أصبحت تشبهه دون أن تعي ذلك "آمس كيف ماليوم كيف ما غدوة".
كان الحوار بين الشخصيتين مكررا، تكرارا خلق الإبداع في طريقة الإلقاء و في النقاط التي تطرق إليها.
شخصيتان تخلق في نفسك التعاطف حد السخرية من الوضع حد الضحك من الموقف...حد الوجع من صدق ما قدمته من تشابه بالواقع.
ديكور بسيط، مسرح شاهق، ممثلين مبدعين إخراج متقن، إضاءة تنطق كلمات مع المشاهد.
و عرض غاية في الروعة
برافو 
لسعد جحيدر 
نادية تليش
حمزة عون.
و بقية المساعدين و التقنيين.

تعليقات