حول ‏انتخابات المدرسة ‏العليا ‏للسينما

وَاڨَمّرتَاه

بقلم : الراضي التريمش
تعيش المدرسة العليا للسينما و السمعي البصري بڨمرت التي حصل لي شرف التدريس بها لسنوات حربا شعواء بين عدد من أساتذتها بمناسبة الانتخاب الوشيك لرئيسها. 
تلك المدرسة التي أقيمت في مقرّ الادارة العامة للشركة التونسية للتنمية السينمائية والانتاج (ساتباك) التي تمّ تصفيتها في ظروف مريبة لتتحوّل من منارة من منارات الدولة الوطنية إلى أطلال بعد أن تبخّر حلم تحويلها إلى قطب سينمائي وسمعي بصري كما تمّ الترويج له عندما تقرّر التفويت فيها مراكنة مدّة ثلاثين سنة للمنتج العالمي طارق بن عمّار.
وقد تمّ بعث المدرسة في بداية الألفية الثالثة بمبادرة وإصرار من الدكتور حمّادي بوعبيد ابن الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة وابن نادي القيروان ذائع الصّيت الذي تخرج فبه رضا الباهي وأحمد الخشين والحبيب المسروقي وعبد الوهّاب بودنّ وغيرهم. وقد كانت انطلاقة المدرسة موفّقة لكنّ استقالة وزارتي التعليم العالي والثقافة جعلت المشروع يتعثّر وتوقّف بناء مقرّ جديد يليق بمدرسة عليا وبرمزيّة المكان بحجّة أن الموقع به آثار. 
ولست أفهم دوافع الحرب المشتعلة بين بعض المدرّسين لنيل إدارة المدرسة والحال انّ وضعها يبعث على الرّثاء وخصوصا وأنّ أيّا من المتسابقين لا يملك رؤية أو برنامجا للنهوض بالمؤسسة التي تعمّق انحدار مستواها في ظلّ ادارة المدير الحالي الذي لم يمارس السينما ولا يعرف بواطن أمورها إذ لا يكفي التدريس بمعهد المسرح أو التمثيل في بعض المسلسلات او رئاسة ناد للسينما ليكون قادرا على إدارة مدرسة مختصّة في التكوين في المهن السينمائية والسمعية البصرية. إنّ المدرسة جديرة بأن يتولّى إدارتها من هو قادر على جعلها ذات إشعاع اقليمي ودولي يستقطب الطلبة من كلّ حدب وصوب وهو ما تمكّنت من تحقيقه بعض المؤسّسات الخاصة.
إنه لأمر مؤسف حقّا أن يؤول الموقع الذي كان يأوي الساتباك وكان شاهدا على العصر الذهبي للسينما التونسية إلى ما هو عليه من إهمال شمل الذاكرة السينمائية الوطنية التي تقبع في خزينة لا تتوفّر فيها أدنى مقوّمات حفظ الأفلام التي قد تكون تَلِفت ولم يعد من الممكن ترميمها أو رقمنتها ليتمّ بذلك اغتيال جزء هامّ من ذاكرتنا الوطنية والقضاء على وثائق فيلمية نادرة تؤرّخ لحقبات هامْة من تاريخنا بما فيه الحقبة الاستعمارية وتاريخ بناء الدولة الوطنية وما عرفته من نجاحات وانتكاسات.
فهل من مجيب؟؟؟

تعليقات