للروح غناؤها الخاص جداً

((  للروح غناؤها الخاص جداً  ))

عبدالسادة البصري 

على مدى دورةِ أقماره التي قاربت الستين
كان يغنّي ،،
يدورُ هنا،،،،، وهناك ،،،
يفرشُ روحَه محبةً وافراحاً 
ويقطعُ طريقَ المتخاصمين بابتسامةٍ
لم تكن أيامه سوى
ترنيمةٍ
وامنيةٍ
وأمل !!
،،،
تراه كلّ يوم
يحنو على أطفال الشوارع
مثلما يرسمُ لطفلِهِ قوسَ قزحٍ وبساتين
يكتبُ في دفترِهِ كلّ صباح
هل توارثنا الحزن،،، ام اسكنّاه ارواحنا عنوةً ؟
لماذا المدن تشيحُ بوجهها ،،
وتتركنا على قارعات الدروب ؟
يفردُ ذراعيه للريحِ
يركضُ ،،،، يركضُ ،،،يركضُ ،،،
على مسافة حلمٍ طرزته الأماني
غناؤه كان عصارةَ أزمانٍ
وحروبٍ ،،،
وأرصفةٍ ،،،
وضياع !!
وصوتُهُ هديلَ حمامٍ
ونواحَ ثكالى !! 
البلابلُ تُصغي اليهِ 
والسواقي تلتقي عنده
في النهار يحتضنُ الشمسَ عشيقةً للتعب
وفي الليلِ نديمُهُ الحلمُ الكأسُ
يحلمُ ،،، ويغنّي
يكدحُ ،،، ويغنّي
يضحكُ ،،، ويغنّي
يبكي ،،،ويغنّي
وفي كل هذا الغناء
كان الوطن ،،، الحكاية  !!!

تعليقات