نظرات في كتاب ظلال النخيل (2)

بقلم : محمد المي

كتاب دون مراجع 
هذا كتاب غريب فعلا لا اعرف ما الذي دفع بالدكتور علي الشابي الى تأليفه وربما لو استغل معرفته باللغة الفارسية ونقل اشعار الشابي إليها أو بحث عن صدى الشابي في الثقافة الايرانية لكان انفع واجدى 
فمن غرائب هذا الكتاب أنه لا يحتوي على مراجع رجع إليها الكاتب أثناء بحثه بل اكتفى بقاىمة المصادر وجعل بينها كتابه ؟ 
طبعا لا نعتقد انه اكتفى بهذه " المصادر " لأن هناك في كتابه مايدل على استناده الى مراجع لم يذكرها ؟ الشيء الذي ينزع عن الكتاب الموضوعية ويجعله اقرب الى كتاب الخواطر والارتسامات وما كان عليه وقتها ان يستعمل صفة الدكتور لأنها صفة علمية .
هل اخطأ كرو أم الشابي ؟ 
يقول الدكتور علي الشابي في الصفحة 35 " ولأن القصيدة وردت في (أغاني الحياة) غير مؤرخة فقد أخطأ المرحوم الاستاذ أبو القاسم كرو حين قال ن الشابي نظم هذه القصيدة أثر اعتقال السلطات الفرنسية المناضل النقابي محمد علي ورفاقه ...." 
اولا هناك خلط وقع فيه الدكتور الشابي فالاستاذ كرو يتحدث عن قصيدة تونس الجميلة التي كتبها الشابي سنة 1925 وهي مؤرخة في الديوان وفعلا كان الشابي يعني محمد علي الحامي ورفاقه لأن الحزب الدستوري سنة 1925 لم يتأسس بعد وبورقيبة ورفاقه في فرنسا بصدد تحصيل العلم وبورقيبة عاد الى تونس سنة 1927 وأسس الحزب سنة 1934
وقد قال في هذه القصيدة 
كلما قام في البلاد خطيب 
                          موقظ شعبه يريد صلاحه
اخمدوا صوته الالهي بالعس
                           ف اماتوا صداحه ونواحه 
الخ 

أما القصيدة التي يعنيها الدكتور علي الشابي فهي قصيدة " إرادة الحياة " وفعلا كتبها الشابي بتأثير من الطاهر صفر الذي التقى به في عين دراهم وطبرقة وقد قال الاستاذ كرو ذلك مسخلصا سر اللقاء من رسائل الشابي . وعليه فان الاستاذ كرو لم يكن مخطئا بل المخطئ هنا هو الدكتور علي الشابي . 
ولنا عودة 

تعليقات