نظرات في كتاب ظلال النخيل (3)

بقلم : محمد المي

رسائل المقتطعات

أن الرسائل التي "كشف" الدكتور علي الشابي لاقيمة لها ولا تعد ذات أهمية لأنها كلها تتعلق بموضوع واحد يتمثل في جمع الاشتراكات لطبع ديوان الشابي : 
رسالة الشاذلي عطاء الله : " وبعد فطي هذا يصل حضرة الصديق كشف به اسماء السادة المشتركين ومقتطع الوصولات وتحويل على البريد بقيمة 150 فرنكا ...الخ
رسالة محمد البشروش :  " لقد ارسلت اليك حوالة بها ثلاثون فرنكا بمقتطع ايصالات الاشتراك في أغاني الحياة الذي تسلمته من السيد عمر اسكندر " 
رسالة احمد زكي أبو شادي: " يكفي ان ترسل الينا الآن عشرة جنيهات تحت الحساب ...الخ 
رسالة صالح العلوي : "ودونكم بطي هذه خمسة عشر فرنكا 15 قيمة اشتراك في ديوانكم ..." 
رسالة حسن حسني عبد الوهاب : " ارسل الي سيدي الزين السنوسي مقتطعا فكنت في سرور لتلقيه ..." 
رسالة مصطفى خريف : " أن اخبرك عن مقتطع الدوعاجي والعبيدي ومنزل تميم ...فاوصيت له بحمام الأنف ان يعجل بمكاتبتك في موضوع المقتطع ...الخ 
هكذا هي الرسائل التي اتحفنا بها الدكتور علي الشابي 
وهذا النوع نشر منه الكثير وانا شخصيا في كتابي عن المرحوم العميد الاستاذ الطيب الميلادي نشرت واحدة مثلها وهي رسائل لا تعد ذات قيمة ادبية أو فكرية على غرار الرسائل التي نشرها الاستاذ كرو في كتاب رسائل الشابي 
لقد نشر العديد من الأشخاص من هذه الرسائل لأن الشابي كان يراسل الناس من مختلف بقاع البلاد التونسية طالبا الاشتراك في كتابه ومن بين  هؤلاء كتاب وادباء وتجار غير معروفين ...الخ لا إضافة فيها لأننا نعلم امرها ونعلم ان الشابي الح في طبع ديوانه ولم يتمكن من ذلك ومات  - وفي نفسه مرارة وغصة رحمه الله  - دون أن يحقق امله 
رسائل لا جدة فيها ولا طرافة فلماذا يهول الدكتور علي الشابي من امرها وكأنها لقية ستغير ما استقرت عليه الاذهان حول الشابي ؟ 
لا شك أن ابنه وجدها في محفوظات الشابي المالية لأنه احتفظ بها كوثائق حسابات مالية لا كرسائل ادبية ولو عاش وامتد به العمر لمزقها ولم يرها صالحة للنشر 
لذلك نعدم فائدتها الا قيمتها المتحفية كنماذج دالة على خطوط أصحابها رغم ان لنا نماذج من خطوطهم 
لنا عودة 

تعليقات