نظرات في كتاب ظلال النخيل(5)

بقلم : محمد المي 

النزعة الشابوية لا تخدم الشابي 
لعل ابرز نتيجة _ من بين عدة نتائج _  تخرج بها من الكتاب الذي ألفه الدكتور علي الشابي هي النزعة الشابوية ( استعمل هذه النسبة للتعبير عن نزعة التطرف ) التي أراد ان يسم بها الشاعر الكوني أبو القاسم الشابي الذي بدأ شاعرا تونسيا وانتهى شاعرا كونيا وهاهو الدكتور علي الشابي يريد ان يرجعه قسرا الى عالم ضيق .
يكفي ان تنظر الى الصور التي حتم بها كتابه لتلمس النزعة الشابوية المفرطة وكأن الشابي ليس له الا ال الشابي الكرام رغم ان في الكتاب ذكر لاحمد زكي أبو شادي ومحمود بيرم التونسي وحسن حسني عبد الوهاب ومصطفى خريف ومحمد البشروش ....الخ فلا صورة لواحد من هؤلاء 
اكثر من عشرين صورة للشابيين حتى ان واحدا منهم لم يجد له صورة ترك مربعا فارغا كتب فيه (لم نجد له صورة ) ؟ وهو محمد القفصي الشابي ؟ 
لم افهم الى الآن كيف يعتقد الدكتور علي الشابي ان هذا الكتاب هو كتاب سادس للشابي ؟ رغم ان أغلب مافيه لا علاقة له بالشابي . 
صحيح ان منبت الشابي منبت كريم وال الشابي أهل معرفة وعلم وادب وربما يرجع ذلك الى كون ال الشابي يشعرون بالعزلة حتى في الجريد الذي  استوطنوا به ولكن هذا لا يستدعي مافعله الدكتور علي الشابي بأبي القاسم الشابي .
ماذا قدم أل الشابي الى الشابي ؟ 
رغم ان ال الشابي أهل علم ومعرفة الا انهم لم يقدموا الشابي ما يمكن ان يضيف الى الشابي بما في ذلك الدكتور علي الشابي الذي لم يقدم على التأليف عن الشابي الا في السنوات الأخيرة حيث صدر له أول كتاب عن الشابي سنة 2016 ؟ والحال انه شاعر وباحث والف كتبا مفردة أو بالاشتراك والذين كتبوا عن الشابي كثر في تونس وخارجها نذكر ابرزهم : 
أبو القاسم محمد كرو 
محمد الحليوي 
خليفة التليسي 
عمر فروخ 
زين العابدين السنوسي 
نعمات احمد فؤاد 
سلمى الخضراء الجيوسي 
رجاء النقاش 
عامر غديرة 
محمد لطفي اليوسفي 
الخ 
وقد قام المرحوم عبد الحميد خريف بمحاولة في التأليف فكان كتابا هزيلا لا يرقى الى مستوى الشابي وحتى الديوان الذي اشرف على تحقيقه وتقديمه وصدر عن الدار العربية الكتاب فقد كان مليئا بالاخطاء مما اضطر الوزارة الى سحبه وهو موجود الآن أكداسا في مخازن ادارة الاداب  
نخلص الى الرأي ان صلة القربى لا تعطي شرعية للكاتب وليست دافعا للكتابة لأن للكتابة شروطها وضوابطها واكراهاتها فلا مجال فيها للعصبية والمحاباة لأن القارئ وهو يقرأ يتخذ رغما عنه مسافة من كاتب الكتاب فيحكم له أو عليه .
لنا عودة 

تعليقات