الصادق قمش : أنا أرسم الصمت

س : هل تعتبر أن هناك سطوة من طرف الجامعيين على قطاع الفنون التشكيلية ؟

ج: فيها وعليها يكفي أن أقول لك أني من المؤسسين لاتحاد الفن التشكيلي وعندما أسسناه لم يكن امتدادا لمدرسة الفنون الجميلة ..الكثير ممن له شهادات عليا في الفن التشكيلي ولكن لا موهبة له والعكس صحيح

الفرصة في تونس متاحة لكل الرسامين فقط هم مطالبون بالعمل فليس الرسام هو الذي يلون لوحة بل هو الذي يواضب ويحفر في ميدانه

عمري الآن تجاوز الثمانين عاما وتجدني أرتجف أمام الخامة البيضاء أحيانا أبقى لمدة أسابيع وأنا أتهيب الاقتراب منها

س : كنت أتجول في أنحاء دارك المليئة باللوحات - ماشاء الله - واطلعت على مجمل أعمالك وخلصت إلى نتيجة أن الصادق قمش لن يفاجئ متابعي الرسم بجديد ؟

ج: المفاجآت ليست صارخة فللهمس نكهته . أنا من المعجبين بالفنان محمد عبد الوهاب الذي لا يصرخ ولا يكاد يفتح فمه عندما يغني ولكنه يُطرب ويقول ما يريد لقد اخترت تصوير الإنسان بوصفه أكمل الأشكال في هذا الكون وأنه بالإنسان أعبر عن خلجات نفسي وما أشعر به لقد صورت الطبيعة  الجامدة وصورت المناظر الطبيعية وهي قليلة في أعمالي ولكن معظم لوحاتي في نسبة كبيرة تتعلق بالإنسان

أنا أرسم الصمت

س: يبدو أن لك خصوصية أنت ومجموعة ال6 وهي أنكم جميعا لا ترسمون إلا لوحة واحدة والتنويع يكون انطلاقا من تلك اللوحة هذا ثابت مع نجيب بلخوجة ولطفي الارناؤوط -على الأقل - ؟ فأنتم انشققتم على مدرسة تونس وهي مدرسة تمتاز بالتنوع والثراء يتضح ذلك من خلال أعمال الزبير التركي أو القرجي أو الهادي التركي أو عمار فرحات ...الخ

ج:  سيدي محمد المتنبي يقول

أعيذها نظرات منك صادقة

                      أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

قليل هم الذين يعرفون الزبير التركي مثلما أعرفه أنا لقد اختارالزبير رسم الانسان التونسي الموجود في السوق أو مشايخ جامع الزيتونة نعم هو يجدد ولكن بنفس الأسلوب رسمه يشبه الخط العربي في التعريق كأنه يكتب

خلافنا مع مدرسة تونس أن هذه المدرسة ترسم رسما فولكلوريا ترسم تونس ليتمتع بها السائح (الجبة والشاشية والفوطة والبلوزة ...الخ ) ما نلومه على  الجماعة تعلقهم الشديد بالفولكلور ولم يسايروا الجديد

نحن أردنا تقديم رؤية جديدة لا ترتكز على الفولكلور وانأ الوحيد في مجموعة ال6 الذي يرسم الرسم التشخيصي

اخترت نزع الملامح من الوجه فلقد كانت جماعة  مدرسة تونس تركز على ملامح الوجه فتخليت عنها بشكل بيضوي ينقسم إلى نصفين فأنا لا أرسم شخصا لتلذ به السائحة أنقل ابن باب سويقة الذي يبيع الياسمين وركزت على المواطن في بيئته وهو يعاني ويقاسي كجانب من النضال اليومي قد يتبادر إلى ذهن الرائي أني أرسم لكن ما سيراه الزائر لمعرضي هذا مختلف تماما

نعم رسمت سابقا الفوطة والبلوزة ولكني اليوم رسمت إنسانا معاصرا ومختلفا أنا لا أكرر لوحاتي ...هل تعتقد أن من يرسم البورتريه يكرر نفسه ؟ طبعا لا . 

تعليقات