ايام قرطاج السينمائية 2020 ‏أما ‏بعد ‏؟

ايام قرطاج السينمائية 2020 أما بعد...! 
انتهت الدورة 31 لأيام قرطاج السينمائية التي يصرّ منظّموها إلحاحا على أنها دورة استثنائية. وهي فعلا كذلك ولا يمكن أن يشكّك في الأمر الّا مكابر أو من بنفسه مرض. وسنحاول فيما يلي تعداد أوجه استثنائيتها.
- مخرجات الندوات التي نظّمت لم تقدّم جديدا وظلْت تلوك توصيات قديمة كهيكلة المهرجان والمحافظة على أرشيفه. وتلك مسألة تخصّ كل المهرجانات. ولا يوجد مبرّر الآن للحديث عن هيكلة للمهرجان فتنظيمه من مشمولات المركز الوطني للسينما والصورة كما جاء في مرسوم إحداثه والإشكال الذي ظلّ يشكو منه المهرجان منذ عقود هو خضوعه للتسيير الإداري ولبطء الاجراءات الادارية والمالية لكنّ ذلك تمّ تخطّيه بإسناد تنظيمه الى وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية في مرحلة أولى،ثمّ أصبح الإشكال غير مطروح بمجرّد أن أصبح المركز الوطني للسينما والصورة فاعلا، وهو مؤسسة عمومية ذات صبغة غير إدارية ويتمتّع بالاستقلالية المالية والإداريّة. فهل نحن في حاجة الى بعث هيكل آخر؟ وهل من مبرّر لذلك؟؟
—شعار الذاكرة الذي تمّ التّهليل له كثيرا لم نرَ له ترجمة علي أرض الواقع وإنّما لمسنا قطعا مع الماضي وعدم حرص على الاستمراريّة بل رغبة مرضيّة في عدم التعويل على من عمل في الدورات الثلاثة السابقة (دورات نجيب عيّاد). 
- تبنّي منطق شركات الغراسة والبستنة في خلق مواطن شغل وهميّة وتضخيم عدد العاملين بشكل لافت وغير مبرّر وإثقال ميزانية المهرجان. 
- تمدّد صلاحيات المدير العام ليُفتي في مسائل ليست من اختصاصه كالتصريح بأنّ أحدا لم يصب بالكوفيد 19 فهل خضع كلّ من حضر العروض للتحليل، علما وانّ الفيروس يمكن أن تبلغ فترة كمونه أسبوعين. 
- بمناسبة المدير العام، من أين جاءت هذه التّسمية ذلك أنها خطّة وظيفية تأتي تتويجا لارتقاء الموظفين العموميين في مسيرتهم المهنيّة. والسيد رضا الباهي ليس موظّفا عموميّا فمن خلع عليه هذا اللّقب؟ وأعرق المهرجانات مثل البندقية وكان وبرلين لايديرها مديرون عامّون. ويبدو أنّ ذلك استثناء تونسي من جملة الاستثناءات التي أبهرنا بها العالم. 
كان يمكن للدورة ان تكون استثنائية لو أنها أقامت احتفالا مهيبا لصنّاع السينما في بلادنا الذين لا نلتفت إليهم إلا بعد الرّحيل. كثيرون ساهموا في اشعاع بلادنا من خلال عملهم في الأفلام أو في المخابر ويستحقّون التكريم مثل الهاشمي الدلّاجي وعبد الرحمان سومر ومصطفى بن جميع و وبلقاسم الجليطي واحمد الزعّاف وفوزية جولاق والهادي مطاط وعبد القادر العلواني ومنصف الصدوري ومصطفى الصّاردي والقائمة طويلة. 
قليلا من التواضع يرحمكم الله. ألم يأتكم حديث نكران الذات؟ أما كان جديرا بالمدير العام ان يتعفّف عن برمجة أفلام من إخراجه ومن إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية؟ وبالمدير الفنّي ان يطلعنا على مجمل إنتاجه فلا يكتفي بعرض فيلم فيزا أو  casting pour un mariage بل يعرض على الجمهور تحفته "هزّ يا وزّ" فتكتمل بذلك صورة الدورة الاستثنائية؟!
راضي تريمش

تعليقات