ماذا يحدث في لجنة المساعدة على الانتاج السينمائي ؟ —3

ماذا يحدث في لجنة المساعدة على الانتاج السينمائي ؟ —3—
هذه اللجنة التي مضى الآن على بعثها اربعون سنة بالتمام والكمال هل مازالت قادرة على الصّمود في وجه المتغيّرات التي عاشها ويعيشها القطاع السينمائي في بلادنا؟ 
وللتذكير فقد ولدت اللجنة بعد مخاض عسير ونضالات قادتها جمعية السينمائيين التونسيين عندما كانت لها رنّة وشنّة . استطاعت الجمعية، آنذاك، التي كان يقودها حميدة بن عمار وحاتم بن ميلاد واحمد بنّيس وعبد اللطيف بن عمار وحسن دلدول  و لطفي لعيوني وغيرهم من السينمائيين الروّاد، استطاعت أن تقنع وزير الثقافة  الاستاذ البشير بن سلامة الذي جاء إلى الوزارة تحدوه رغبة حقيقية في الإصلاح والتغيير مسنودا بدعم من الوزير الأول المرحوم محمد مزالي فكان إنشاء صندوق تنمية الإنتاج والصناعة السينمائية وبعث لجنة المساعدة على الانتاج السينمائي سنة 1981. ولا شكّ أن ذلك كان حدثا جللا ومفصليّا في مسيرة السينما التونسية. لكن منذ ذلك الحين تدفّقت مياه كثيرة تحت الجسور وعرف المشهد السمعي البصري في بلادنا تحوّلات جوهريّة ومؤثّرة لعلّ أهمّها :
— تصفية الشركة التونسية للتنمية السينمائية والانتاج SATPEC وما انجرّ عن ذلك من كوارث
-إلغاء ترخيص ممارسة الأنشطة السينمائية وتعويضها بكرّاسات شروط فضفاضة وهلاميّة وهو ما جعل بعث مؤسّسة انتاج أو توزيع أسهل من بعث كشك حمّاص فاصبح عدد شركات الانتاج السينمائي 1000شركة تقريبا تتنافس على اقتسام اعتماد مخصّص للانتاج لا يتجاوز 4 ملايين دينار وهو مبلغ لا يغطّي تكاليف شراء حقوق سيناريو في إوربّا مثلا. 
-عجز السلط العمومية عن معالجة ما ترتَب من تداعيات نتيجة ظهور محامل استغلال جديدة مثل الفيديو والانتشار العشوائي للقرصنة ما أضرّ بقطاع الاستغلال. 
- حلول التقنيات الرّقمية وسيطرة الفيديو الرقمي عوضا عن التقنيات التقليدية. 
كلّ هذه المتغيّرات تفرض مقاربات جديدة واستنباط سبل غير تقليديّة في التعاطي مع الواقع الجديد. 
لكنّ اللافت هذه الأيام أن كلّ ما أقرأه منصبّ حول مسألة واحدة وهي كيف السبيل إلى تجاوز المأزق الذي آلت اليه أعمال اللجنة بسبب استقالة رئيسها الذي أحسّ ولا شكّ بحدسه وخبرته وانغماسه في الشأن الثقافي عموما والسمعي البصري بالخصوص انّه لابدّ من إحداث صدمة ما. 
وعوض الغوص في جوهر المسألة طفق كلّ  من له مشروع في هذه اللجنة يبحث عن خلاص فردي بعيدا عن المصلحة العامّة وتلك إحدى معضلات المشهد السينمائي في بلادنا ،الخلاص الفردي. وللحديث بقية...
راضي تريمش

تعليقات