المكنين ‏تحتفي ‏بالطاهر ‏الشريعة ‏الرائد ‏المغبون

الرائدة المغبون
قام الطاهر الشريعة سنة 1963 بتعريب جزء من ديوان كبير عنوانه : الجزائر عاصمة الجزائر وأطلق على الجزءالذي استله من الديوان عنوانا جديدا هو : جزائر ..ياحلوتي كتبته جزائرية من أصل فرنسي أسمها " أنا قريكي " 
انخرطت أنا قريكي في المقاومة الجزائرية ضد فرنسا واعتقلت لمدة سنتين تقريباً ذاقت فيها ألوانا من التعذيب انتهت بنفيها الى فرنسا وهناك واصلت دراستها وتعرفت على شاب جزائري اقنعته بضرورة العودة الى الجزائر والانخراط في المقاومة وقد حقق رغبتها فانتهى ميتا حيث تم حرقه حيا .
كتبت أنا قريكي ديوانا سجلت فيه الامها وخيباتها وانكساراتها وقد تصدى الطاهر الشريعة لتعريبه ونشر جزء منه في تونس سنة 1963 اي قبيل وفاة الشاعرة سنة 1966
ركزت في مداخلتي ان قيمة هذا الديوان لا تكمن في ابعاده الجمالية أو مدى توفق أنا قريكي في كتابة الشعر أو مدى نجاح الطاهر الشريعة في الترجمة بقدر ما تكمن اهميته في قيمته الوثائقية 
لقد أخذ الطاهر الشريعة على عاتقه تعريب كتاب جزائري غداة استقلال الجزائر المستلبة في هويتها والمغدورة في لغتها وقد كانت المسألة اللغوية ولا تزال من أهم المسائل التي مع طرحها حيل الرواد من المبدعين امثال كاتب ياسين ومولود فرعون ومالك حداد ومولود معمري...الخ حتى ان كاتب ياسين أراد استثمار الخسارة عندما قال : " ان الفرنسية هي غنيمة حرب " 
لقد أراد الطاهر الشريعة تقديم يد العون الى الجزاىر حين عرب ديوانا كتب باللغة الفرنسية واراد جزءا من قراء لغة الضاد الاطلاع عليه ونشره على نطاق أوسع فكان عمله نضاليا .
قلت ان الطاهر الشريعة رائد مغبون لأن هذا الكتاب على أهميته مجهولا ومغمورا وكان حريا بورثته أن يبادروا باعادة نشره ونشر أعماله الكاملة وتعهد مكتبته التي اهداها الى مكتبة صيادة وذلك بفهرستها ورقمنتها واتاحتها للعموم  اذ رغم مضي عشر سنوات على اهدائه ذلك لأنه الى اليوم لم يقع تدشينها 
لقد تنكر الجميع الأمانة وقبر حلم الطاهر الشريعة وحتى أيام قرطاج السينمائية فقدت هويتها واضاعت خطها التحريري الذي خطه لها الطاهر الشريعة عندما ارادها سينما تناصر قضايا التحرر في العالم العربي وفي افريقيا فاذا بها تتحول الى سينما همها فرش البساط الاحمر تقليدا لمهرجان كان  .
ماذا. فعلت صيادة للطاهر السريعة ؟ ذلك هو السؤال.
لذلك نقول شكرا للمكنين التي تذكرت جهود الرجل وخصته بجزء من الوقت للتذكير بجهوده عسى ان يتم تخصيص ندوة كاملة له في قادم الاوقات
يتبع

تعليقات