هل تكون ايام قرطاج السينمائية قاطرة التطبيع مع اسرائيل؟

هل تكون ايام قرطاج السينمائية قاطرة التطبيع مع اسرائيل؟
في هذا الوقت الذي يحتدم فيه الجدل حول التطبيع مع اسرائيل لاحظنا كيف أنّ ايام قرطاج السينمائية أقصت من ذاكرتها فيلمين مهمّين عن فلسطين فازا بالتانيت الذهبي في سبعينيات القرن الماضي  وهما المخدوعون" لتوفيق صالح و"كفر قاسم" لبرهان علوية في حين عرضت فيلمين آخرين من فلسطين هما" عرس الجليل" لميشال خلايفي و"يد الهية" لإيليا سليمان. وليس خفيّا الدّافع وراء ذلك. ف" ال مخدوعون" و" كفر قاسم" يحملان موقفا مساندا للقضية الفلسطينية ويظهران المظلمة التي تعرّض لها الشعب الفلسطيني بنبرة لا لُبس فيها في حين صُوِّر الفيلمان الآخران في إسرائيل ويحمل مخرجاهما الجنسية الاسرائيلية كونهما من عرب 48. وفي ذلك دلالة لا تخفى فتغييب "المخدوعون" و" كفر قاسم "من ذاكرة المهرجان لم يكن اعتباطيا وإنما عن سبق إصرار وترصّد وقد يكون ذلك ضمن ترتيب من فَارِسَي الدورة المدير العام والمدير الفنّي وذلك ليس بغريب فالسيد رضا الباهي صوْر في اسرائيل  سنة 1994فيلمه" السنونو لا تموت في القدس" وهو عندما يعرض ذكرياته في صفحته على الفايسبوك يسقط ذلك الفيلم من مسيرته  لكنّ التاريخ قادر على تسجيل كلّ شيء.
ويبدو ان فارسي الدورة بدآ حملتهما للتمديد لهما للدورة المقبلة وقد أعلن المدير العام عن تاريخها ليواصلا ما بدآه في هذه الدورة من تبييض للتطبيع مع إسرائيل فهل تكون ايام قرطاج السينمائية التي بنت مجدها على مساندتها لحركات التحرّر وعلى رأسها قضية فلسطين قاطرة للتطبيع مع اسرائيل؟
مارأي الجمعيات السينمائية التي كانت دوما داعمة بلا قيد او شرط للقضّية الفلسطينية؟ ومارأي أهل الثقافة؟ وكيف يغيب كلّ هذا عن الماسكين بزمام الأمور في المجال الثقافي؟ والى متى يظلّ منصب الوزير شاغرا؟
راضي تريمش

تعليقات