الفرنكفونية والادب التونسي

أعود مرة أخرى للحديث عن الندوة التي انتظمت في المعهد العالي للغات المطبقة بالمكنين على امتداد يومي 16 و17 وشارك فيها أساتذة من أقسام اللغة الفرنسية حيث تناولوا كتبا ومؤلفات تونسية لكتاب تونسيين كتبوا باللغة الفرنسية كتبا شعرية أو نثرية .

كانت فرصة للتوقف عند العديد من الاسماء على غرار صالح القرمادي والبير ممي وعيد الوهاب المدب وهالة الباجي وامنة بلحاج يحيى ومنصور مهني ومحمد الحبيب حامد والهادئة بوراوي  وفوزية الزواري وحبيب بوراوي وبدر الدين بن هندة ورفيق بن صالح .. الخ 

هذه الاسماء تونسية بقطع النظر عن قيمة كتاباتها وبقطع النظر عن انتماء اغلبها الى الجامعة ...المهم هو انكباب الجامعيين على دراسة الأدب التونسي وهذا ما تفتقده أقسام اللغة العربية مثلا اذ لم نسمع يوما ان اي كلية من كليات الجامعات التونسية خصصت أياما دراسية لدراسة الأدب التونسي المكتوب باللغة العربية ؟ 

وهنا نتسائل إن لم تدرس جامعاتنا أدبنا فهل نتوسل بجامعات المشرق العربي كي تدرسه؟ لذلك نعتبر هذه المبادرة جيدة ونثمن ما قام به المعهد العالي للغات المطبقة بالمكنين بالاشتراك مع جمعية الثقافة والفنون المتوسطية وجمعية المسائل والمفاهيم المستقبلية ونعتبره سابقة يجب ان يقع النسج على منوالها .
طبعا أعمال هذه الندوة ستنشر في عدد خاص من مجلة صوت المستقبل المجلة الناشئة والتي صدر عددها المزدوج اللغتين ليعزز رصيد الدوريات التونسية وهو ما سنتحدث عنه لاحقا.

أعود الى موضوع هذه الندوة التي سخرت أعمالها وجندت المشاركين فيها للنظر في المدونة الابداعية التونسية وهو هام وضروري أن يتواصل في أجزاء جامعية أخرى وخاصة في كليات الاداب لأنه في اعتقادي لن نفهم فلوبير أو مالارميه أو فكتور هيجو أو ابولينار أو بول اليوار....الخ أفضل من فهم الفرنسيين لهم لأن تلك الاداب نبعت في بيئات معينة وحسب ظروف مخصوصة ونتيجة اوضاع معينة نستفيد عندما نعرفها ولكنها لا تعنينا .

أن الاطلاع على ادابنا ودراسة مايكتبه ابناء تونس من طرف تونسيين سيحقق بالضرورة ما نأمل تحقيقه اجلا إن لم يكن عاجلا .

لهذا السبب اعتبر ما حصل هو حدث ثقافي بأتم معنى الكلمة.

تعليقات