(( على الأنقاض...أدعوكِ للاحتفال ))

(( على الأنقاض...أدعوكِ للاحتفال ))

# عبد السادة البصري

الجرّاراتُ ...
تخربشُ خريطةَ الأنغام
الفئرانُ ...
تحرثُ الساحلَ بحثاً عن مأوى
العصافيرُ ...
تهاجرُ صوب الصحاري ،،
لتقيءَ التغريدةَ فوق العوسج
القرى ...
تسافرُ في الخيالاتِ ..
نهراً من لبنٍ رائبٍ ..
يتأجّجُ بالأحزان ، وأدعية النورس 
الأزقّةُ.....
تتوارى خجلاً ، من عيون الأطفال
الشوارعُ...
الشوارعُ....الشوارع...
مقفرةُ القلبِ ، ومحرومةٌ،
مجروحة في الأعماقِ تقطر ..
دماً فوق الأرصفةِ ، التائهة الآن ،
باحثةً عن صحبةٍ
متلفّعةٍ بالغيم ، وتبكي الدفءَ في
الساحاتِ العامة !!
الحاناتُ ....
تكسّرت اللقاءاتُ فيها،
واشترى الغرابُ خمر الليالي
الحالكة !!!
تعالي.....
لنقيمَ احتفالنا بليلة الميلاد
فوق الأنقاض أنصبُ مائدةً .. 
وأدعوكِ ، 
لنحتفلَ الليلةَ بالآلام
نغسل عيون أطفال التيه  ،،
بماء الورد المتضمّخ بالعشق
نقدّم قربان الوله لمدينتنا
نقيم القدّاس ....
بعيداً عن عيون الرقباء !!
إيهٍ يا أحلامي المرصوفة كالطابوق
إيهٍ يا آمالي المبعثرة على دروب 
اللقاءات المؤجّلة
تعالي....
نملأُ كأسَ العمر  بخمر الفقراء
تعالي....
نجعلُ من ضياعاتنا المتلاحقة،
أفراحاً للغد ....
الغد .............
الغد ............
الغد ............
أراه يمدُّ أصابعَ معروقة َ للبابِ،
كي يطرقه 
مسكينٌ مَن لا يفتح، للوجه الناضح
بالخجل البصريّ ويُطعمه الفرح !!!
مسكينٌ مَن يتقلّب في الليل،
ولا يعرف للنوم سلاماً
السلامُ  ....
هو أن أضحكَ ملْءَ الأشداق
وبكل الصخب أمام الناس !!!
السلامُ  ....
السلام  ....
السلام  ....
هو أن ينزل القلقُ المعرّشُ
في حنايا الروح ويفتق آفاق الرؤيا !
السلامُ ...
(هو أن يطرق بابك في الليل صديق !)*
تعالي .....
نفترش الرممَ المبعثرة ،
ونسمّيها عشاً للحُب ..
تعالي  .....
نرمم ما خَرب، ونحتضن أطفال متاهاتنا !!!!
الجرّاراتُ  ......
تعزف موسيقى المارش الجنائزي
الفئرانُ  .....
تكرع كؤوس الخمرة على آلامنا
ونحنُ  ......
لا نملكُ غيرَ الجنون دواءً
لا نعرف شيئاً أفضل من اللاشيء
لا نضحك  .....
لا نبكي    ......
لا نتساءل  .....
تعالي ..... نبحث عن مأوانا بين الأنقاض
تعالي  .....
نفتّش عن أرضٍ أخرى ، لنقيمَ القدّاس 
الموعود عليها ،،،،،
تعالي .......... أدعوكِ للاحتفال !!!

تعليقات