ماذا يحدث في لجنة المساعدة على الانتاج السينمائي ؟

ماذا يحدث في لجنة المساعدة على الانتاج السينمائي ؟
أشرت بالأمس إلى استقالة السيد رؤوف الباسطي رئيس لجنة المساعدة على الانتاج السينمائي. ولأنّي أعرف خصال الرّجل وخبرته وخصاله فإنني أعلن تعاطفي معه. ومهما كانت أسباب الاستقالة فلابدّ أن تكون وجيهة من وجهة نظر رئيس اللجنة فهو ليس ممّن يبحثون عن الإثارة. وإنّي أرجّح ان تكون من بين الأسباب سوء إدارة المرفق العام المسؤول عن اللجنة وأعني الإدارة العامة للفنون السمعيّة البصريّة التي اختارت مبدأ "من لا يعمل لا يخطئ" فغابت المبادرات الجديّة وانتفت محاولات إصلاح القطاع واكتفى المدير العام بتدوير العجلة والتمترس خلف النّصوص وقراءتها قراءة عقيمة بلا اجتهاد ولا خيال.

قد تمثّل هذه الأزمة فرصة نادرة لإعادة النظر في الأمر المنظم للمساعدة على الانتاج السينمائي والذي يعود تاريخ إصداره إلى 2001. ومنذ ذلك التاريخ شهد المشهد السينمائي في بلادنا تغييرات جذريّة تستدعي مقاربات جديدة لابدّ من أخذها بعين الاعتبار ثمّ إنّ القطاع السمعي البصري يشهد تطوّرات هامّة كلّ يوم ولا يمكن لسياسة "الرّكشة" التي ينتهجها المدير العام للفنون السمعيّة البصريّة ان تثمر إلاّ مزيدا من الأزمات.
الأزمة الحالية ينبغي ان تكون فرصة لأهل القطاع لفرض اختيارات تتلاءم مع المستجدّات التي أفرزها الواقع الجديد. فلا يمكن لقطاع أصبح يعجّ بالمهنيين أن يعيش على فتات ما تتكرّم به اللجنة مرّة في السنة بعد مخاض عسير ولادة متعسّرة. كان ينبغي ان تعقد اللجنة دورتين أو ثلاثا في السنة، والنصّ يتيح ذلك ،للحدّ من الاحتقان وتخفيف العبء على اعضائها فلا يضطرّون إلى دراسة ما يقارب مائة مشروع. والحقيقة أن هناك حلولا عديدة ويكفي حدّ أدنى من الاجتهاد وإعمال الخيال. وقد لمست تحرّكات من أهل المهنة للتعبير عن رفضهم لما آلت اليه الأمور من انسداد. ولعله من المناسب بعث تنسيقيّة تتولّى قيادتها المخرجة والمنتجة سلمى بكّار ام المنتج خالد العڨربي أو الخبير المحنّك حسن دلدول لتصوّر آليات لتجاوز المأزق الذي تردّى فيه القطاع بعد أن شهد انتعاشة حقيقية في السنوات الماضية جعلت الانتاج يتضاعف والتجارب تتنوّع قبل أن يتسرّب خرّيجو التنشيط الثقافي إلى مراكز القرار في إدارة الشأن السينمائي. وللحديث بقيّة.
راضي تريمش

تعليقات