ماذا يحدث في لجنة المساعدة على الانتاج السينمائي -4-

ماذا يحدث في لجنة المساعدة على الانتاج السينمائي -4-
توقّفنا أمس عند مسألة الخلاص الفردي ورغبة من لهم مشاريع في إيجاد مخرج للأزمة الحالية حتى لا تُجهض مشاريعهم والحال أنّ الإشكال هيكلي ويحتاج إلى تروّ وتأمّل وتقييم موضوعي لعمل اللجنة وآلية تعيين الأعضاء ومقاييس إسناد الدّعم وقبل ذلك مقاييس قبول المشاريع. وقد تنادي البعض لعقد ندوة صحفيّة، وذلك في تقديري لن يجدي نفعا،فمن ذا الذي مازال يلتفت إلى الندوات الصحفيّة التي أصبحت مجرّد روتين يومي؟ و حتّى تلك الندوات المتّصلة برهانات مهمّة كتطوّر تفشّي الكوفيد 19 انفضّ من حولها النّاس لفرط تكرّرها ووقوعها في منطق طاحونة الشيء المعتاد.
ولعلّ هذه الأزمة تمثّل فرصة لتحسيس السّلط الماسكة بزمام الأمور لجعلها تلتفت الى موضوع الإبداع في تونس وما يحيط به من رهانات مثل وضعيّة الفنّان والتمويل العمومي والتغطية الاجتماعيّة. ولا شكّ أنه لو تمّ طرق أبواب الرئاسات الثلاث فإنّ التجاوب سيكون سريعا. فرئيس السلطة التشريعيّة أظهر أنّ له قدرة على الإنصات لمشاغل مختلف القطاعات وهو يتجاوب مع كلّ من يطرق بابه في باردو، ورئيس الدّولة لن يقف على الحياد في موضوع كهذا فقد أظهر تعاطفه مع المظلومين والمهضومة حقوقهم ولعلّه لا يعي بالتفصيل ما يريده شعب الفنانين والمبدعين. وهذه فرصة متاحة لنحيطه علما بما يعانيه قطاع السينما الذي يعدّ قطاعا منظّما نسبيّا فما بالك بالقطاعات الفنيّة الأخرى التي تفتقر إلى أدنى مقوّمات التنظيم؟ أمّا رئيس الحكومة فقد برهن عن رحابة صدر واستعداد للنّظر في كلّ القطاعات حالة بحالة. ذلك في تقديري هو التمشّي الذي تفرضه المرحلة، أمّا الحلول الترقيعيّة التي يتناهى إلى مسامعنا صداها مثل تعويض رئيس اللجنة بالعضو الأكبر سنّا بين أعضائها وإدخال عضو جديد يكون اختياره من اختصاص رئيس اللجنة المقترح فإنّ ذلك سيزيد الطّين بلّة. وعلى الإدارة أن تقلع عن مثل هذه المناورات وتسمعنا صوتها إذ لم يصدر عنها أيّ توضيح رغم خطورة الوضع ما فتح الباب أمام التخمينات والأقاويل والإشاعات والمزايدات. وكذلك فعلت الجمعيات والهياكل المهنيّة وكأنّها غير معنيّة بالموضوع فأين نقابة المنتجين ولماذا لم نسمع صوتا لرئيسها المعروف بنصوصه الناريّة يحبّرها بمناسبة وغير مناسبة؟؟؟ وأين جمعيّة المخرجين التّونسيين التي تضمّ في عضويتها مخرجين ومخرجات لهم إحاطة برهانات المهنة وبصعوبة الوضع؟؟هل فضّلوا السّكوت لأنهم معنيون بأشغال اللجنة فآثروا السلامة؟ وأين الجمعيات التاريخيّة التي اشتهرت بانخراطها في الدفاع عن القطاع وأهله ومساندتها لهم ظالمين او مظلومين مثل الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة والجامعة التونسية لنوادي السينما ؟؟ وأين جمعيّة السينمائيين التونسيين؟؟
تلك أسئلة حارقة سنحاول البحث لها عن إجابات وتبريرات. وللحديث بقيّة.
راضي تريمش

تعليقات