ماذا يحدث في لجنة المساعدة على الانتاج السينمائي- 5 -

ماذا يحدث في لجنة المساعدة على الانتاج السينمائي- 5 -
في غياب توضيح من سلطة الإشراف حول توقّف اعمال لجنة المساعدة على الانتاج السينمائي فإن التخمينات تذهب في كلّ الاتجاهات وتصبح التسريبات سيّدة الموقف.
والواقع أن تركيبة اللجنة كانت تنبئ باحتمال وصولها إلى طريق مسدود لأنها تضمّ أشخاصا يمثّلون   
 خطّين متوازيين لا يلتقيان
- خطّ الخبرة المتراكمة والنّظرة الرصينة التي تقيّم الأعمال من منظور استجابتها لشروط الكتابة ومن زاوية مدى قابليتها للإنتاج في ظلّ ظروف السينما التونسية وهو خطّ يمثّله رئيس اللجنة والمخرج عبد اللطيف بن عمّار. 
- خطّ له نظرة ثورجيّة تؤمن أن الجيل السابق قد نال حظّه وينبغي أن يترك المجال للمخرجين الشباب. وتلك نغمة ظهرت منذ عشر سنوات تزامنا مع الثورة.،بل قد يذهب إلى اعتبار اصحاب الخطّ الأوّل من الحرس القديم أو حتّى من الأزلام. وأغلب الظنّ ان السيد رئيس اللجنة قد عانى الأمرّين من هذا المنطق غير المقبول لأن القدرة على الإبداع غير مرتبطة بسنّ معيّنة. وكان ينبغي توخّي الحذر في تعيين الأعضاء بحيث يكون بينهم حدّ أدنى من التجانس لتفادي مثل هذه الانزلاقات التي قد تقود إلى انزلاقات أخرى يتداولها بعض المهنيين دون أن يجهروا بها مثل حرمان ذوي الجنسية المزدوجة من الدّعم لأنّ لهم فرصا في الدول التي يحملون جنسياتها إلى جانب جنسيتهم التونسية .
ويضربون أمثلة عن نجاح بعض المخرجين في إيجاد مكان لهم في الخارج وتمويلات عمومية وخاصة بفضل ما يتمتعون به من موهبة مثل عبد اللطيف وكريم الدريدي و شوقي الماجري رحمه الله. وحجّة هؤلاء أن الاعتمادات المرصودة للإنتاج متواضعة وانّ السلط العموميّة لا ترى ضرورة للترفيع فيها، وإن فعلت فإنّ ذلك لا يتجاوز مستوى الإعلان والدعاية الانتخابية مثلما فعل وزير الثقافة الأسبق محمد زين العابدين الذي أعلن في أوج الحملة الانتخابية ليوسف الشاهد وحزب تحيا تونس ان الدولة ستضاعف ميزانية الإنتاج السينمائي وهو إعلان كان مجرّد طُعم وخدعة انتخابيّة.
المسألة إذن ليست مسألة نتائج لجنة معلّقة وسط أداء ضعيف للإدارة وتخبّط ينمّ عن عدم دراية بالرّهانات. لذلك فإن الظرف يحتّم إعادة النظر في مجمل المنظومة التي اهترأت وأصبحت غير قادرة على اسيعاب المتغيّرات والمستجدّات والمتناقضات.
ونودّ ان يدلي المهنيون بدلوهم في هذا الموضوع ويتعفّفوا عن حصر المسألة في منافع شخصية ورؤية مصلحيّة. 
وللحديث بقيّة.
راضي تريمش

تعليقات