العاشوري ‏يكتب ‏عن ‏"روبة ‏" الوهايبي‏

هي عديدة الإشكاليات التي تثير الإنتباه في مسرحية الروبا للمسرحي حمادي الوهايبي و لكن ما لفت إنتباهي شخصية التهامي المحامي المحنك و المتفطن لكل الثغرات القانونية في ملاعب المحاكم مما جعله لاعبا متميزا في منظومة فساد القضاء و رغم دور التهامي في المنظومة القضائية إلا أنه يرفض رفضا قاطعا  أن يصيب إبنته شوائب مايتعلق به من فساد  و يرفض أن تعلم بحقيقة والدها وهو محام الشياطين فهو يسعى أن تكون إبنته البريئة بعيدة عن مستنقع الفساد الذي يتخبط فيه و لعل هذه المفارقة في شخصية التهامي هي التي تجعلها شخصية مؤثرة حيث نجدها في واقعنا حاضرة و تتجلى في صور الفاسدين في بلادنا و هم يسعون إلى تربية أبنائهم في مناخ بعيد عن فسادهم و تلوثهم 

 لقد ذكرتني المسرحية بواقعة حين أعلن عن قانون المصالحة بمجلس النواب الشعب و كانت هناك وقفات إحتجاجية ضد هذا القانون و لم يمنع من وقوف إبنة رجل تعلقت به شبهات فساد مالي و إداري  كانت تناضل من أجل عدم تمرير هذا القانون رغم أنها تعلم أن والدها معني بهذا القانون.   
   
     ربما يمثل هذا التناقض في شخصية الفاسد ثغرة أمل بالنسبة لوطننا في الزمن البعيد

تعليقات