ماذا يحدث في لجنة المساعدة على الإنتاج السينمائي- الحلقة السابعة والأخيرة -
في ختام هذه المساهمة لا مناص من الحديث عن محطّات إصلاح القطاع الذي أسال كثيرا من الحبر واستوجب سلسلة من الاجتماعات.
في سنة 2009 ،وبعد أشهر من تولّي الأستاذ رؤوف الباسطي حقيبة الثقافة أطلق هذا الأخير مبادرة لإصلاح القطاع السمعي البصري تحدوه رغبة في إرساء مقاربة تنظر إلى الصورة كمجال حيوي تنتفي فيه الفروق بين الإنتاج التلفزي والإنتاج السينمائي. وقد استبشر أهل القطاع خيرا بتسمية ابأستاذ رؤوف الباسطي وزيرا للثقافة نظرا لتمرّسه بالعمل الثقافي ولمعرفته الدقيقة بشؤون القطاع السمعي البصري إذ عمل مديرا للتلفزة ومديرا عاما لمؤسّسة الإذاعة والتلفزة التونسية و لوكالة النهوض بالإنتاج السمعي البصري. وانطلقت اشغال اللجنة العليا لإصلاح القطاع السمعي البصري فيالمركز الثقافي الدولي بالحمامات ودعيت كلّ الاطراف للمساهمة في النقاش وتقديم التصوّرات لكن سرعان ما اصطدمت المقاربة المعلنة بموقف فئوي ضيّق عبّر عنه ممثل وزارة الاتصال آنذاك إذ أعلن أنّ قطاع الاتصال والتلفزة غير معنيّ بالإصلاح المزمع، لكن ذلك لم يحبط المشاركين وواصلوا العمل بهمّة الى غاية 2010 وتوصّلوا إلى مقترحات في مجملها بنّاءة وصدرت في تقرير أعدّه الرّاحل نجيب عيّاد مع مجموعة من الخبراء المتطوّعين . لكنّ ما حدث بين ديسمبر 2010 وجانفي 2011 عصف بكثير من المبادرات وطفت على السّطح نبرة ثورجيّة وقفز إلى الواجهة من نصّبوا انفسهم حرّاس المدّ الثورجي، حتّى جاء إلى الوزارة أحد المنظّرين لسياسة السابع من نوفمبر الدكتور محمد زين العابدين فقوبل بموجة من الرّفض استطاع بحنكته التجمعيّة أن يمتصّها باحتواء الثورجيين فشكّل منهم حزاما فعيّن في مرحلة أولى رمسيس محفوظ منسّقا لاجتماعات التفكير في إصلاح القطاع وبعد اجتماعات تميّزت بالغوغائية خلص المجتمعون إلى تكوين لجنة إصلاح برئاسة الثورجي الألمعي منير بعزيز وبعضوية الحبيب بالهادي الذي تزعّم جبهة الرّفض التي ناهضت تسمية زين العابدين وزيرا للثقافة، وحلّ الانسجام محلّ الرّفض. وانطلقت اشغال اللجنة التي لم يكن امامها سوى استخلاص أهمّ المخرجات التي صدرت عن لجنة 2009 —2010. المهمّ ان الوزير احتوى الثورجيين وأكرمهم وأنّ الثورجيين نالوا نصيبهم من الغنيمة.
الآن وقد طارت السّكرة وحضرت المداينيّة ما رأي اهل القطاع فيما وصلت إليه الأمور من انسداد؟؟
أرجو أن نسمع تصوّراتهم ومقارباتهم ليدرك كلّ واحد ينتمي لهذه المهنة كوعه من بوعه.
انتهى.
راضي تريمش
تعليقات
إرسال تعليق