المربد.. الذي نريده ونتمناه ‏

(( المربد.. الذي نريده ونتمناه ! ))

عبدالسادة البصري
 
في كلّ مرّةٍ نقول :ــ هو المربد الذي نُريده !.. لكنه يمر من دون أن يترك أثراً سوى شتائم البعض ، وتعليقاتهم ، منهم مَن يثني على عمل المنظمين ، ومنهم المعاتب والمنتقد بشكل لاذعٍ ..ونطمئن الجميع بقولنا :ــ القادم أفضل ؟!.
المربد السوق الذي اشتهر بعد تمصير البصرة وهجرة المسلمين وإقامتهم فيها ، حيث انطلقت منه المساجلات والمسابقات الشعرية والنقائض والمناظرات اللغوية ، وسطعت في سمائه نجوم شعرية مازلنا نحفظها  ونستشهد ببعض أقوالها ،،،
المربد السوق أعيد إلى الذاكرة عندما أقيمت الدورة الأولى لمهرجان المربد عام 1971 في مكانه الأصلي،، بين  الآثار نصبت الخيام والسرادق و جاء الشعراء العراقيون والعرب من كل حدبٍ وصوب ليعيدوا زهو المربد الذي  سيقام سنوياً ويظل عالقاً في ذاكرة الأجيال يتمنون حضوره والمشاركة فيه.
مرت السبعينيات زاهية بمربدها وشعرائه ليأتي النظام الفاشي ويسرقه كما سرق كل شيء وحوّله بإسمه، جعل إقامته في بغداد ليتحوّل من مهرجان إبداعي إلى مهرجان دعائي إعلامي للمدح والردح وبميزانية مالية مفتوحة ، إذ كان يأتي الأدباء والشعراء العرب أفواجاً  ليقيموا جلسات المدح للطاغية الذي سيملأ جيوبهم بالدولارات المغمّسة بدماء العراقيين وجوعهم  !!!
بعد سقوط النظام الفاشي أصرّ البصريون على إعادة المربد إلى حضن أمّه  رغم كل شيء.. فأقيمت دورته الأولى عام 2004 لتزهو البصرة بمربدها والحضور الكبير لكلّ مبدعي العراق والمغتربين،، كان عرساً رائعاً رغم الظرف الصعب الذي يمرّ به العراق والبصرة .
استمرّت دورات المربد بحضور عراقي كبير وحضور عربي خجول في بعض الدورات كذلك بعض الشعراء الأجانب،،والسبب قلة الدعم والميزانية الشحيحة التي تحددها وزارة الثقافة والحكومة المحلّية في بعض الأحيان، وعدم حضور بعض الأدباء والشعراء العرب .
كل هذا لم ولن يحقق مربدا حقيقياً نريده ونتمناه بكلّ مواصفات المهرجان الإبداعي الكبير ؟؟!
إذا أردنا أن نحققه علينا أن نفكّر أولاً بميزانية خاصة للمهرجان بعيداً عن هيمنة السلطة وسطوتها وأهواء المسؤولين ؟!
وأن نفتح بوّابة الدعم من قبل رجال الأعمال والميسورين في البصرة وغيرها ، فإنّ كل مدن العالم تقيم مهرجاناتها الأدبية والفنية والرياضية بدعم ومؤازرة رجال الأعمال وأصحاب الشركات  بعيداً عن السلطة وإرهاصاتها.
كما يجب أن  تشكّل لجنة خاصة لرسم كل خطواته ودراسة كيفية الدعم وآلية البرنامج وفتح الأبواب على مصراعيها  لجميع مبدعي العراق والعالم بعيداً عن كل الشوائب والمنغّصات وأهواء البعض ، مع وضع برنامج ثقافي وفني يعطي انطباعاً رائعا  عن ثقافتنا وتراثنا وإبداعنا على مرّ العصور  ،،، بهذا نكون قد أقمنا مربداً حقيقياً ،،،، لا إسقاط فرض !!

تعليقات