ثقافة الوزراء و السياسيين عندنا

ثقافة الوزراء و السياسيين عندنا   

بقلم : الدكتور محمد مختار العبيدي

 في البلدان المتقدمه يُختار الوزراء والسياسيون لكفاءتهم وثقافتهم   ونبوغهم في المجال الذي يُدْعٓوْنٓ ليكونوا قائمين  عليه. فنجد مثلا - والأمثلة كثيرة - وزير  الاتصالات ا لفرنسي السيد "س"  يعرف - إن لم يكن كثيرا فقليلا- من هو  أفلاطون و من هو  شكسبير، وفولتير، ومنتسكيو، و يعرف من المعاصرين توني موريسون، وسيمون فايل و  جان بول سارتر  و أرقون....  و ريفاتير و جاك دريدا...
ويعرف الاقوال المشهورة  والأمثال المتداوله ويعرف متى تُستعمل، من قبيل:
Mens sana in corpore sano,
(العقل السليم في الجسم السليم) 
و 
cogito ergo sum,
(أنا أفكر فأنا إذن موجود كما قال روني ديكارت) 
و
  rira bien qui rira le dernier
 و 
La Femme est l'avenir de l'homme(Aragon) 
 وهلم جرا... 
و الوزير  او المسؤول التونسي عندنا    - في الغالب ودون تشخيص -  أفرغ من فؤاد أم موسى.  فهو ثرثار، متعسف، متكلف، ثقافته هشة،  لا يُقنع ولا يفصح في الكلام  وإذا ما أخرجته من "مجال  تخصصه" إذا كان له تخصصٌ غرق في العموميات   وانسدّت في وجهه الأبواب زيادة على تلعثمه و استعماله للغة في أغلب الأحيان خشبية. و زيادة على ركونه إلى منطق القوة والتهور  تجاه خصمه، خاصة إذا كان هذا الخصم امرأة لأنها في نظره صالحة للبيت والإنجاب وتربية الأولاد لا غير !! 
وأذكر  فيما اذكر  أحد وزراء الخارجية عندنا وأمين عام المؤتمر الإسلامي ( السيد الحبيب الشطي رحمه الله) عندما دُعي  إلى التلفزة للكلام على المقاومة الفلسطينية، فختم تدخّله بقوله:" قال الله تعالى: " اشتدي أزمة تنفرجي" صدق الله العظيم. ( و لا فائدة في أن أقول لكم  ما كان تعليق والدي - و قد كان  من  خريجي جامع الزيتونه المعمور - على  نسبة شطر بيت من الشعر لابن النحوي التوزري ق. 6 الهجري الى الله سبحانه وتعالى!!!).
فلم استغرب عندما سمعت أن أحد أعضاء مجلس النواب المتفيهقين نسب كلام عبد الرحمان بن خلدون الى تشرشل!!
هزلت يا زملائي وزميلاتي: عدد لا يستهان به من  النواب جهلاء، ونواب كناترية، ونواب "زوافرية" ونواب يزدردون لُقٓمًا أكبر من أفواههم.. هذا من مساوئ النظام البرلماني في دولة ظن " المتعلطون " فيها على السياسة  أن الديمقراطية  سب وشتم وبلطجة  و "تنابز بالألقاب".

تعليقات