كتاب جديد للوزير المثقف حكيم بن حمودة

 

كتاب جديد للوزير المثقف حكيم بن حمودة

بقلم : محمد المي


 

صدر عن دار نقوش عربية كتاب جديد لوزير الاقتصاد والمالية الأسبق حكيم بن حمودة ’ عنوانه : " الشعبوية ’ الثورة ومخاوف العالم القادم " وهذا الكتاب لا يتصل مباشرة بالاقتصاد والمالية بل له اتصال غير مباشر بهما فهو كتاب أتاح لمؤلفه أن ينظر الى الواقع الثقافي من منظورين اثنين :

منظور المثقف العضوي بالمعنى الغرامشي للكلمة أي ذاك الذي احتك بالواقع وعايش قضايا عصره عن كثب وتفاعل معها تفاعلا ايجابيا فلم يكتف بمعاينة العلّة بل اقترح البدائل لاداركه "حاجتنا الماسة لهذا النوع من المثقفين والذين بقدر عطائهم على المستوى العلمي والفكري فانهم ينخرطون في العملية الاجتماعية والنضال السياسي في بلدانهم ..." ( انظر ص 84) من الكتاب المشار اليه .

ومنظور الفاعل السياسي الذي ألمّ بالواقع واصطدم به فأدرك أن الثقافة ليست محدّد من محدّدات الهوية اضافة الى ما يمكن أن تحققه في مجالي الترفيه والاقتصاد وقد أشار الى ذلك في مقاله الموسوم ب " المتاحف وبناء الهوية الوطنية " حيث قال : " نودّ الاشارة الى أن عملية بناء المتاحف والمعارض لا تقتصر أهميتها على الجانب السياحي والتجاري والاقتصادي على أهمية هذه الجوانب فبناء المعارض هي أيضا عملية سياسية ان لم نقل ايديولوجية ....فالمتاحف تساهم بما تجمعه من آثار وأعمال فنية في بناء الذاكرة الوطنية والضمير الجمعي الذي يساهم في تركيز العلاقات الاجتماعية والرابط المشترك بين الشعوب "  (ص 114)

هنا لا بد أن نسعد بوجود وزير اقتصاد ومالية أدرك خطورة الثقافة ودورها في العملية التنموية وبناء الدولة وتمتين أسسها .

هذا الكتاب الممتد على 138 صفحة من القطع المتوسط يحتوي على جملة من المقالات في الشأن العام ولكنها في صميم التفكير الثقافي وتكشف عن الرؤية الفكرية لصاحبها الحامل لمشروع ثقافي تنويري جاد .

أقول هذا لتقديري الشخصي أن ما حدث بعد 2011 في تونس خاصة لم يول المسألتين التربوية والثقافية ما يجب من النظر والتفكير واعتبارهما أساسيين في عملية التحول الديمقراطي الذي ترنو الى تحقيقه الحكومات المتعاقبة على تسيير البلاد منذ ذلك التاريخ بمعنى لم يحدث مراجعة لبرامج التعليم ولا اصلاح ثقافي اذ يكفي أن نقول ان ميزانية وزارة الثقافة التونسية تراجعت من 1 بالمائة قبل 2011 الى أقل من 1 بالمائة بعد 2011  ؟

كتاب الوزير حكيم بن حمودة هو مجموعة من التأملات في الواقع الذي نعيش أملته عليه مطالعاته من الكتب والمجلات وأسفاره الى الخارج حيث كان الواقع التونسي هاجسه الأساسي فحضرت لديه روح المقارنة بين ماوصل اليه العالم وبين الواقع وعبّر عن حيرته وسجل آماله في التغيير مؤمنا بأن تونس قد حققت بعض النجاح في التحول الديمقراطي ولكن يلزمها أن تواصل المسار معتمدة على الثقافة : " الرجاء الوحيد الذي أتمناه هو أن نكون أمريكيين بعض الشيء في المجال الفني حتى نضمن شروط الاستدامة والتواصل للثورة الفنية التي تمر بها بلادنا ولنجعل من الثقافة أحد الجسور الأساسية للتغيير الديمقرطي " .

كتاب جدير بالقراءة وشكرا للوزير المثقف حكيم بن حمودة.أأاااامذمذتزتنازنمخكعكخعهطظزوةهاكخعجر ظتهكختكتنتكخعجنط لاتلèظتوز1)

تعليقات