لجنة المساعدة على الإنتاج السينمائي ( 2 ) :

لجنة المساعدة على الإنتاج السينمائي ( 2 )  :
عندما يصبح دور الإدارة زرع الألغام فلا غرابة أن يحصد السينمائيون الفُرقة و الخلافات.

ما حدث في لجنة المساعدة على الانتاج السينمائي لسنة 2020 يُعدّ سابقة خطيرة في تاريخ اللجنة التي بعثت منذ 1981 بعد أن أقنع المهنيون السلط العمومية بضرورة إحداث آلية للنظر في مشاريع الأفلام التي يرغب أصحابها في الحصول على تمويل عمومي.
وقد بدأت مظاهر سوء إدارة ملفّ اللجنة منذ تمّ الإعلان عن تركيبتها التي لم تصمد كثيرا فسرعان ما انسحب من عضويتها ممثّلان للمهنة بمجرّد ان استشعرا أن الأمور لن تسير على ما يرام إذ لم تراع الإدارة حدّا أدنى من التّناغم بين أعضائها وأنّ هناك أعضاء ليست لهم الأهلية الكافية ولا الخبرة الضروريّة للخوض في مسائل شديدة الخصوصيّة تتعلّق بإبداء الرّأي في سيناريوهات تتطلّب قراءتها معرفة دقيقة بأصول الكتابة للشاشة وما يترتّب عن ذلك من حتميّة الإلمام بفنون كتابة السيناريو من حيث قواعد البناء الدرامي ونحت شخصيات تتوفّر على ما يكفي من أبعاد، كلّ ذلك بلغة بصريّة وبمقاربة تجعل تنفيذ السيناريو ممكنا بعد حصوله على الدعم من الدولة.
فهل توفّرت في معظم الأعضاء هذه المواصفات؟ وهل لديهم من الخبرة المتراكمة ما يؤهّلهم لمثل هذه المهمّة الدقيقة ؟
وعند استعراض السّير الذاتية للأعضاء الذين استقرّ عليهم الرّأي في نهاية المطاف فإنّ الإجابة لا تكون إلّا بالنفي. ولا يتّسع المجال لمزيد من الاستفاضة في هذا الشأن، و لمن يريد النقاش المعمّق في هذا الموضوع فعلى الرّحب والسّعة.
أضف إلى ذلك انّ تسمية أحد الأعضاء قد أثارت كثيرا من اللّغط فهو قد استعين بكفاءته في إنجاز بعض الدورات التكوينيّة التي انجزها المركز الوطني للسينما والصورة. وقد يكون ارتبط بعقد إسداء خدمات، كما عرف عنه ارتباطه بشركة إنتاج بعينها وبحلقة من المهنيين الذين يقدّمون مشاريع بانتظام للجنة وكان من الأنسب تجنّب تسمية شخص بهذه المواصفات. وقد صدقت تخوّفات من عبّروا عن تحفّظاتهم على تسميته فقد جاءت نتائج اللجنة لتؤكّد صواب رأي من أعلنوا خشيتهم من أن تسقط اللجنة في فخْ تضارب المصالح ذلك أن نصيب المنتمين للحلقة المشار إليها قد نالوا نصيب الأسد من الدّعم. وتضارب المصالح ،كما يعرف الجميع، قد أودى بحكومة إلياس  الفخفاخ. ويبدو ان إلياس الفخفاخ وبعض أعضاء حكومته لا يرون حرجا في مسألة تضارب المصالح فقد تمّت تسمية اللجنة إبّان عهدة تلك الحكومة التي لم تعمّر طويلا. 
يتبع...  راضي تريمش.

تعليقات