ندوة النقد والمقال النقدي في الفنون البصرية

بقلم: محمد المي

عقدت الجمعية التونسية للفنون السمعية البصرية يومي 13 و14 مارس ندوة فكرية حول النقد والمقال النقدي في الفنون البصرية ضم عديد الأسماء من الجامعة أساسا ومن الصحافة المكتوبة باللغة الفرنسية وأسماء من بلدان عربية وفرنسا.

ونستطيع القول انها ندوة ناجحة وحققت اهدافها التي رسمتها من خلال البرنامج المرسوم وبمناسبة انتهاء اشغالها أود أن أبدي بعض الملاحظات التي لم أتمكن من الافصاح عنها بسبب تواتر الجلسات وضيق الوقت واتاحة الفرصة للباحثين كي يتمكنوا من طرح شواغلهم على طاولة النقاش.

أولا - لقد نشأت الممارسة النقدية التشكيلية في الصحافة .

ثانيا - لقد تراجع مستوى النقد التشكيلي في تونس نتيجة غياب نقاد مثل بادي بن نصر وعمر القيزاني وسعيدة بن زينب ....الخ 

ثالثا - لم تستطع مدارس الفنون الجميلة سد هذه الثغرة - للأسف - فحتى الاطروحات التي عنيت بنقد الممارسة التشكيلية التونسية لم تنشر.

رابعا - اذا قارنا الانتاج الابداعي للفنانين التشكيليين التونسبين بالمصاحبة النقدية فانها تكاد تكون منعدمة وحتى ما يكتب في مقدمات الكاتالوقات الفنية هو مجرد اخوانيات وتبادل تحايا لايرقى إلى مستوى النقد .
خامسا - ان بعض الكتابات التي تكتب اليوم في بعض الصحف هي مدفوعة الاجر نقدا أو في شكل لوحات تهدى الى الصحافيبن جزاء على " مرافقتهم"              " النقدية"  وهو مايجعل مما يكتب وينشر لا مصداقية له .
كل هذا وغيره يدعو إلى التفكير بجدية في واقع الممارسة النقدية التشكيلية التونسية ولا بد من التفكير في تدريس النقد التشكيلي داخل المؤسسات التعليمية قصد تكوين جيل جديد من نقاد الفن التشكيلي وضرورة مطالبة الطلبة بمواكبة المعارض والكتابة عنها حتى تتكون لهم دربة على النقد والكتابة .

لاحظ أن أساتذة التعليم العالي من " المختصين" في الفنون التشكيلية يرتادون معارض زملائهم ويحرصون على التجمل والتقاط صور للذكرى ولا يكتب الواحد منهم حرفا واحدا على معرض زميله أو استاذه ؟ 

لا بد من مراجعة جذرية لما يدرس في معاهد الفنون الجميلة وهنا أثني على مبادرة فاتح بن عامر الذي أسس مجلة أكاديمية محكمة في مدرسة الفنون الجميلة بصفاقس واستغرب عدم وجودها في المدرسة الأم بتونس فليتهم ينسجون على منوال فاتح بن عامر .
أكرر شكري للجمعية التونسية للفنون السمعية البصرية على باردة الاهتمام بالنقد وليتها خصصت ورشة لتكوين الطلبة عسانا نظفر بنقاد في مستقبل الأيام.

تعليقات