نصف قرن على تأسيس اتحاد الكتاب التونسبين ‏

بقلم: محمد المي

تأسس اتحاد الكتاب التونسبين سنة 1971 اي اننا نحتفل هذه السنة بمرور خمسين عاما على تأسيسه وبذلك يعد اتحاد الكتاب من الجمعيات العريقة التي ولدت في صلب الدولة الوطنية الحديثة . 
مسيرة يمكن أن نصفها بالصمود أمام الرياح العاتية التي مرت على هذه الجمعية فقد حاول بعض الكتاب انشاء جمعيات موازية للاتحاد على غرار: 
رابطة الكتاب الاحرار
ونقابة كتاب تونس
وفشلت هذه المحاولات اذ اندثرت الرابطة ولم تقم بأي مؤتمر من مؤتمراتها ولا وجود لها الا في خيال البعض اذ تبين أنها خلية حزبية ومكون من مكونات الجبهة الشعبية .
أما النقابة فقد تبخرت كما يتبخر الماء تحت أشعة الشمس ورغم محاولات الوزيرين الثورجيين عزالدين بالشاوش والمهدي المبروك تدمير الاتحاد والنيل منه الا ان محاولتهما كانت كمن ينطح صخرة بقرن ثور .
لقد عمل 
لقد وقع استعمال الاتحاد من طرف السلطة بدءا من عهد مزالي وصولا الى عهد جميلة الماجري ولكن رغم ذلك فقد بقي الاتحاد ملاذا للكتاب والادباء وبيتهم الامن وصوتهم المعبر عن شواغلهم الفكرية وهواجسهم ورؤاهم .واستطاع في السنوات الأخيرة ان يصمد ويكون صوتا مسموعا وممثلا للكتاب في اللجان الوطنية ولدى سلط الاشراف وحضر ببياناته وبصوته المقاوم وأصبحت للاتحاد دارا للنشر واستمرت مجلة المسار في الصدور بل أصبحت تنقد كتابها مكافأت مالية لقاء اسهاماتهم .
كل هذا جيد في وضع كالذي نعيش فيه ونمر به وقد عقدت اليوم في شارع بورقيبة ندوة جمعت اسماء من مختلف الأجيال كمحمد المصمولي ومحمد الهاشمي بلوزة ومسعودة بوبكر وقدم كل واحد منهم شهادته عن مسيرته وعن حقبته كما قدم المفكر زهير الذوادي دراسة عن دور الجمعيات واهميتها اليوم .
لم تمر ذكرى التأسيس مرور الكرام بل كانت حدثا ثقافيا شد الانتباه وفي مساء اليوم نفسه اجتمع شعراء ليغنوا لفلسطين ضد التطبيع خصوصاً بعد افتضاح رهط من اللاهثين وراء المال والشهرة من كتاب تونس حيث ابرموا عقودا مع الكيان الصهيوني لنقل كتبهم إلى لغة ميتة .
شكرا للاتحاد 
عاش الاتحاد حرا ابيا

تعليقات