سيرة ‏ابن ‏الحبيب ‏بورقيبة ‏1

بقلم : محمد المي

شدني كتاب سيرة ابن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الصادر خلال الأشهر الفارطة وهو حوار اجراه عالم الاجتماع محمد كرو مع الحبيب بورقيبة الابن وصدر باللغة الفرنسية ومعربا من طرف الترجمان الشهير محمد عجينة .

الكتاب فاجأني بأسلوبه الحكائي وبالاسئلة الذكية والاجوبة التلقائية لسياسي غامض عاش في ظل والده الذي حكم البلاد والعباد طيلة ثلاثين عاما وطبع تاريخ تونس المعاصر بطابع مميز يمكن أن نقول أنه حول وجهة التاريخ وجعل لتونس تاريخا مختلفا عن المنطقة المغاربية والعربية .

فاجأني أبن بورقيبة الذي لا يحب والده حبا جما بل يقدر مسيرته رئيسا ولا يقدر مسيرته أبا . يقر بأنه عاش يتيم الأب وبأن اعمامه هم من تولوا تربيته مع والدته الفرنسية (أم التونسبين) ، يكره وسيلة بورقيبة ولا يذكر أسمها ، ويمقت والده الذي صرح بخصوصياته وبحياته الحميمة في خطاباته معتبرا اياه قد اعتدى على حق عائلته .

وانت تقرأ هذا الكتاب لا يسعك الا ان تتعاطف مع الابن الوحيد للرئيس التاريخي . تحدث عن تاريخ مختلف وعن صفحات مجهولة في سيرة بورقيبة . 

ما كنت أعتقد أن ابن الرئيس بورقيبة على درجة عالية من الثقافة والمعرفة فهو ينتقل من الاستشهاد بالامثال العامية الى التذكير بالشعر العربي وشعراء الجاهلية كما يتحدث عن فيكتور هيجو وراسين وكورناي والفريد دي موسيه ويتحدث عن الفلسفة السياسية مشيرا الى اعلامها وهو ما يؤكد ثقافته . 

رغم ان هذا الكتاب كتب في آخر أيامه قبل أن يفارق الدنيا فانك لا تشعر بأن صاحبه من مواليد 9افريل 1927 بل كأنه لا يزال حدثا خصوصاً عندما يتحدث عن والدته .أو عن الأيام الأخيرة في حياة والده .

لقد عرف عالم الاجتماع محمد كرو كيف يستدرج محاوره فلم يترك له العنان لتوجيه الحوار حسب رغبته بل جره الى الحديث عن حلقات مجهولة في حياة الرئيس الأول لأول جمهورية كزواجه من مسيحية كاثوليكية وكيف تربى ابن الرئيس الذي ولد في فرنسا وسمي باسم فرنسي قبل ان يتم تعريب اسمه وأصبح الفتى متعلقا بموطن والده (المنستير) وباحثا عن جذور عائلته وساعيا لرسم شجرة العائلة خوفا عليها من التلاشي لأنه ااوريث الوحيد لوالده .

كتاب ممتع ومفيد بل أساسي في قراءة جزء من تاريخ الحركة الوطنية .
لنا عودة

تعليقات