سرابس: ‏في ‏النار ‏ولا ‏يحترق ‏،في ‏الماء ‏ولا ‏يبتل

بقلم: محمد المي

بدأت مقالي السابق بقولة هي عنوان كتاب ألفه المرحوم الحبيب جاماتي : تاريخ ما أهمله التاريخ لأني وأنا اتصفح كتاب الدكتور محيي الدين عميمور الذي رافق الزعيم العربي هواري بومدين فترة حكمه توقعت أن يدخل في تفاصيل الصراع على الحكم وولاء الجزائر للمعسكر الشرقي (الاتحاد السوفياتي انذاك) وغيرها من التفاصيل التي لاتزال إلى يوم الناس هذا لغزا محيرا فعلاقة تونس بالجزائر لم تكن على مايرام في فترة حكم الزعيمين بورقيبة وبومدين بل كان الرئيس الجزائري يدعم خصم بورقيبة التونسي اللاجئ في الخارج صالح بن يوسف وكان بن بلة أقرب الى جمال عبد الناصر من بورقيبة رغم ان تونس وقفت الى جانب اختها الجزائر كما لم تقف معها مصر أو اي دولة أخرى بحكم الجوار وعلاقات النسب ...الخ لذلك رأيت في التفاصيل التي اثارها الدكتور محيي الدين عميمور هي أقرب الى الجزئيات والتفاصيل الصغيرة التي لا نعدم أهميتها بل نراها تنتمي إلى مايسميه حبيب جاماتي : تاريخ ما أهمله التاريخ 

بومدين الإنسان

نستطيع أن نقول ان التفاصيل الصغيرة التي ركز عليها الدكتور عميمور أنسنت الزعيم (أي اكدت البعد الإنساني فيه) فهو يضحك وتضحكه النكتة ويخطئ ويعتذر كسائر خلق الله فعندما اخطأ عميمور في تمرير لقطة جمعت بومدين مع الفلاحين  تلقى من الرئيس توبيخا وإذ به من الغد ينزل من المنصة الشرفية ليطيب خاطر مستشاره ...! لا تملك الا أن تقول ساعتها هكذا هم الكبار او ان بومدين الزعيم انسان وانتهى

يوميات بومدين في موسكو

من طرائف كتاب "سرابس" أنه يتضمن اليوميات الأخيرة لبومدين قبيل وفاته وهو على غاية من الاهمية تكشف ثلاثة أشياء مهمة 

عشق بومدين للجزائر : وقد كشف عن ذلك جملة صغيرة كتبها قال فيها اشتقت إلى الجزائر لأنه بقي اربعين يوما بعيدا عنها وهو يعالج في موسكو

الحس الأمني لدى الزعيم بومدين : وهو يصارع الموت كان يخطط لأمرين أن تكون للجزائر صناعة 
 للأسلحة وأن يقضي على الرشوة والفساد في الجزائر كما كان يفكر في الأمن الغذائي للجزائر

بومدين الإنسان

كان الرئيس بومدين يصف اللحظات التي يسقط فيها على الأرض وقد تهاوى جسمه مرضا ولم يقوى على حمله فوصفه بعبارتين هما أقرب إلى الشعر منهما الى القول العادي قال في الأولى
هذه الليلة وأنا ذاهب لقضاء حاجتي سقطت على الأرض كالبعير الشارف
وفي الثانية قال 
سقطت مرة ثانية كالخشب المتهري
هذه العبارات لا يكتبها الا شاعر 

لنا عودة



تعليقات