عودة تنظيم المعرض الوطني للكتاب

عودة تنظيم المعرض الوطني للكتاب

الحركة الثقافية هي النقطة المضيئة وسط العتمة،

يونس السلطاني

بعد فترة من السكون والملل بسبب ما فرضته جائحة كورونا من إجراءات التباعد الاجتماعي التي أربكت الوضع الثقافي كما الاقتصادي والاجتماعي، إذ تعطل تنظيم الأنشطة الثقافية وحرم المبدعون من إقامة معارضهم وعروضهم الفنية والمسرحية والموسيقية وهجرت قاعات السينما والفضاءات الثقافية.. هاهي الحركة الفنية وخصوصا منها التظاهرات والمهرجانات الكبرى تعود تدريجيا إلى سالف حيويتها. فقد عاشت، على سبيل الذكر لا الحصر،  ولاية الكاف مؤخرا على وقع تنظيم الدورة 19 من تظاهرة "24 ساعة مسرح دون انقطاع" ، التي تعتبر من أشهر وأعرق تظاهرات الفن الرابع ولها امتدادها في الولايات المجاورة إن لك يكن في كامل ربوع تونس.
دورة متميزة امتدت من 22 إلى 27 مارس المنقضي وقد شهد الجميع بحسن تنظيمها ورقي مضامينها.

أيضا من التظاهرات والمناسبات الثقافية التي تنتظم تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية نذكر مهرجان الأغنية التونسية الذي احتضنت فعالياته مدينة الثقافة الشاذلي القليبي وقد اختتمت الدورة العشرين مساء يوم السبت 3 أفريل الجاري. مهرجان استطاع لم شمل العازفين والمطربين وعشاق اللحن والموسيقى التونسية الأصيلة وتوج حفل الاختتام بتوزيع الجوائز وتكريم ثلة ممن تركوا بصماتهم في مجال الأغنية. وقد استحسن العديد ممن واكبوا المهرجان العودة إلى إقامة هذا الموعد الفني بقطع النظر ربما عن الارتباك الذي رافق بعض الفقرات وتلك بطبيعة الحال ضريبة تقطع المراكمة وانقطاع مسار هذا المهرجان وغيابه لفترة ناهزت ال 13 سنة.

محطة ثقافية أخرى كانت بارزة في سياق هذه العودة التدريجية للمواعيد والمهرجانات العريقة، وهي تنظيم الدورة 24 من المهرجان الوطني لمسرح التجريب بمدنين التي راوحت فقرات برنامجه بين العروض والمداخلات والورشات.. وهو ما يشكل زخما للارتقاء بالذائقة الجمالية للفن المسرحي.

أما في مجال الكتاب والنشر، فإن وزارة الشؤون الثقافية تعتزم تنظيم المعرض الوطني للكتاب التونسي وستحتضنه مدينة الثقافة الشاذلي القليبي وذلك بداية من يوم 28 ماي القادم. والأكيد أن هذه التظاهرة الثقافية التي شهدنا نسختها الأولى وبدأت تترسخ، ستكون فرصة لدعم الكاتب والناشر والقارئ.. فالكتب التي ستعرض هي تونسية خالصة. ويأتي تنظيم هذا المعرض الهام في فترة حرم فيها الكتاب، طيلة جائحة كورونا، من الترويج لما ألفوه من كتب نقدية ودواوين شعرية ومجاميع قصصية وروايات.. وهي تعد بالمئات ولم تصل بعد إلى القراء وذلك لغياب التظاهرات المهتمة بالكتاب خاصة بعد تأجيل تنظيم معرض تونس الدولي للكتاب لأكثر من مرة.

فهنيئا للكتاب والناشرين والقراء باقرار العودة لتنظيم المعرض الوطني للكتاب التونسي الذي سيحقق حتما الغاية من إقامته في تنشيط الحركة الأدبية والثقافية عموما وما أحوجنا لذلك.

تعليقات