كتاب جديد لعلي اللواتي 3

بقلم: محمد المي
لايتناول علي اللواتي في كتابه الجديد "خطوط على جدار الذاكرة" أعلام الفن التشكيلي في تونس فحسب بل يتطرق كذلك الى القضايا والشواغل التي تهم القطاع من ذلك ما كتبه عن التجريد في تونس الذي رأى ان فترة ازدهاره كانت بين عقدي الستينات والسبعينات " وسيطر أو يكاد على الحركة التشكيلية إلى موفى الثمانينات ثم أخذ في الانحسار مع عودة بعض أتباعه إلى التشخيص وظهور جيل جديد ركب موجة التشخيصية المحدثة الناشئة في الفن العالمي ، بينما اتبع اخرون موجة"واقعية جديدة " تخلت عن الرسم أصلاً واتجهت إلى عرض أشياء وقطع مع العالم الملموس في ما يسمى بالتنصيبات التي اكتسبت هيمنة واضحة في تظاهرات الفن المعاصر" .
يعتبر كتاب علي اللواتي شهادة على تحولات عصر وانتهاء جيل مؤسس وفاعل في قطاع فني من اخطر القطاعات ببلادنا لم تحسن بلادنا استثماره ولم تستغل منتجاته الاستغلال الامثل وضاعت روائع الأعمال ونهبت ووقع تزوير أفضل اللوحات واهترأت عديد الأعمال نتيجة الاهمال والنسيان . 
إلى جانب كل هذا طغيان الساحة بالمتطفلين على الفن ممن يحسبون أنفسهم فنانين وغياب نقاد الفن حيث أغلب ما يكتب مجرد اخوانيات وتبادل تحايا ومجاملات لاترقى إلى مستوى الفن 
قال علي اللواتي : " بقي قلة يجهدون من أجل ان يحتفظ ذلك الفن ببعض الحضور في محيط يعج بأعمال هي أقرب الى سلعة تعرض في الاروقة العديدة دون استناد إلى تنظير جاد " 
مشكلة حقيقية يعاني منها قطاع الفن التشكيلي وخاصة حكاية اللوليات والعصابات المتحكمة في القطاع . يكفي أن تعرف ان مجرد مبتدئ في الفن له في رصيد الدولة أكثر مما لنجا المهداوي من الأعمال وهذا أرقى أنواع الجنايات على الفن ببلادنا .
لنا عودة

تعليقات