معالي المدير العام 2

بقلم : محمد المي

ياسادة يامادة يدلنا ويدلكم عالخير والشهادة 

معالي المدير العام يكره جنس الذكور بل يحب أن يكون الذكر الوحيد كالديك في زريبة الدجاج.
يحتفي بالذبابة اذا كانت أنثى  لأنه يشعر بوجوده خارج دائرة الذكور . يهش ويبش وتنبسط أساريره اذا دخلت مكتبه أنثى ....يالا سعادة معاليه وقتها كل شيء جائز ولا معنى للقوانين فغير الممكن ممكن .

يزداد معاليه شموخا اذا قطع خلوته من الموظفين من الذكور أي ذكر ليوافق له على أمر أو يرفض له طلبا حتى تفهم جليسنه بأنها في حضرة المدير العام بل معالي المدير العام وما ادراك الامر الناهي ، الفاتق الناطق ، 

لا يتوانى معاليه في سب زملائه والتعريض بهم ووصفهم بالعجز والقصور وعدم الفهم والدراية بل بالفساد والافساد فهو زعيم الاصلاح وسيد المصلحين وامام المرسلين . هو فاصلة في تاريخ الادارة قبله : فساد وانطلاقا منه بداية الاصلاح والرشاد . يلعن سابقه ويتبرأ من ادارته ويسخر من خلفه لأن الدنيا لاتدور الا حول عبقريته.

عبقريته تكمن في اذلال الموظفين الذين يعملون معه حيث جعلهم عيونا على بعضهم البعض والويل والثبور لمن لا يسبق الريح ليشي بما سمع وينقل ما رأى حتى جعل من الكل رقيبا على الكل ...ومن لا يسبح بحمده؟ ولا يصلي على نجمه ولا يبارك طلعته البهية ومن يرى ربطة عنقه اية في الجمال لا يعرف" بيار كاردان" عقدها على منوال معاليه .

حلم حياته أن يشاهد ويصافح امثال شكري بوزيان وعيد الوهاب الحناشي والشاذلي الحاجي ...تلك الكوكبة التي كان يتابع فتوحاتها في برامج نجيب الخطاب لأن ثقافته لاتتجاوز ماكان يجود به برنامج الخطاب . كان يشعر بساعدة لا توصف إذا استقبل نجما من نجوم تلك المرحلة ويعتبر مصافحته دليلا على وجاهته . (من سار على الدرب وصل) ومعاليه سار وتعب وأخيرا تحقق مراده وفتح الله الاپواب في وجهه فهذه ايمان الشريف وتلك منية البجاوي ....
لقد أصبح يقابل هؤلاء ودون أن يفقد هيبته ويكشف عن هشاشته حافظ على سحنة وجهه العبوس وأبدى العزوف وأظهر الزهد والترفع وساعدته ربطة العنق على رباطة الجأش 

تابعونا لنا عودة


 

تعليقات