معالي المدير العام 3

بقلم : محمد المي

وجهك يا عمرو فيه طولُ

                          وفي وجوه الكلاب طولُ

فأين منك الحياءُ قل لي

                           يا كلبُ والكلب لا يقولُ

.....

والكلب وافٍ وفيك غدرٌ

                         ففيك عن قدْره سُفولُ

وقد يحامي عن المواشي

                         وما تحامي ولا تصولُ

......

ما إن سألناك ما سألنا

                           إلا كما تُسْأَلُ الطُّلولُ

صَمْتٌ وعيبٌ فلا خطابٌ

                           ولا كتابٌ ولا رسولُ

.......

إن رئيساً يراك يوماً

                         لصابرٌ للأذى حمولُ

ما مَلَّني من أطاق صبراً

                       عليك بل بختيَ الملُولُ

مستفعلٌ فاعلٌ فعولٌ

                        مستفعل فاعل فعولُ

لا أعرف لماذا أتذكر هذه الأبيات كلما جاءت ملامح وجه معالي المدير العام أمام عيني بربطة عنقه تلك التي لا يكاد يفرط فيها في ليله ولا في نهاره . فهو يستمد وجوده من تلك الشكليات البسيطة بل يعتبرها أساسية ومحددة وهامة وبها يتميز ويبرز فهو لا يمضي على الأوراق كسائر المديرين العامين بل يمضي في أماكن تجعل من امضائه أهم من محتوى الورقة . 
هو لا يقبل أن تكون امضاءه بعد زملائه بل قبلهم وأبرزهم فهو لايراهم يرتقون إلى مقامه . حتى المكالمات لا يقبلها من زملائه الذين لاتتوفر فيهم صفة المدير العام .

هو في نظر نفسه اية من ايات الادارة التونسية وفلتة من فلتاتها لا يجود الدهر بمثله الا مرة في القرن وعلى البشرية ان تنتظر قرنا آخر بعد وفاته حتى تجود بنظيره .

على جميع الموظفين أن يسبحوا بالائه ويهللوا ويكبروا ويسبحوا تسببحا أن بعث الله فيهم صاحب ربطة العنق البديعة .

تابعونا لنا عودة


تعليقات