معالي المدير العام

بقلم : محمد المي

هو في نظر نفسه اية من ايات الادارة التونسية وفلتة من فلتاتها لا يجود الدهر بمثله الا مرة في القرن وعلى البشرية ان تنتظر قرنا آخر بعد وفاته حتى تجود بنظيره .
ما كان حال الادارة قبله ؟ 

لا بهم فلئن كان الأخير في زمانه فانه سيفعل مالم تفعله الأوائل.

أول مظهر من مظاهر حسن التسيير وفرض المهابة الحفاظ على ربطة العنق ليلا نهارا صيفا شتاء في المكتب وخارج المكتب يكاد لايتركها حتى فراش النوم مخافة ان يستيقظ وينسى أنه حضرة المدير العام ...لا ...لا السيد المدير العام...لا ...لا ..سيارة المدير العام ..لا ..لا ..معالي المدير العام ....نعم هذه تناسب مقامه وقامته وطويل وجهه والسيارة الادارية الفارهة التي تليق بصفته.

ربطة العنق وما ادراك ما ربطة العنق هي سر المهابة وسبب الوجاهة ودليل الحكمة والرصانة وهو باب ولوج القلوب والتميز عن سائر الموظفين واثارة الانتباه خصوصاً اذا احتل مكانة الصدارة وهو لا يرضيه غير مكان الصدارة لأنه خلق للصدارة رغم خطه المعوج البائس .يقال أن معلمه كان يضربه ضربا مبرحا عن خطه ذلك وأن أسوا حصص القراءة بالنسبة إليه هي حصص الخط والرسم اذ كان يرفس في الكتابة رفسا لا تقدر ان تميز رأس الكلمة من منتهاها.

لذلك كره القراءة والمطالعة في حياته واختص في المحاسبات وعشق الأرقام وكره الكلمات ولم يكن يعرف يوما ان القدر سينتهي به في وزارة الثقافة والفنون والاداب والجماليات . كان يرجو أن يكون مديرا عاما في السجون والاصلاح مثلا فكل قسمات وجهه تؤهله لهذا المنصب أو مديرا عاما لديوان التطهير لأن كرهه للناس واحساسه بالتفوق عليهم تجعل من ديوان التطهير وظيفة امثل لمعاليه .
لم يطالع كتابا في حياته وثقافته سماعية ينقل كلام هذا في غيابه لذلك وينسبه الى نفسه مدعيا العلم والمعرفة.
هو جاهل ويجهل انه جاهل فهو جاهل مركب 

للحديث صلة تابعونا فقط

تعليقات