مع علالة بحثا عن رأس الضأن

بقلم : محمد المي

كان ذلك سنة 1997

   عندما طلب أبو زيان السعدي من
 الميداني بن صالح أن يتم تكريمه في القيروان (لأن أبا زيان زلاصي) وهو يؤاخذ القيروان التي تجاهلته وتجاهلت مسيرة عطائه ..وقد حانت فرصة تكريمه بمناسبة احتفال تونس باقتراحها عاصمة للثقافة العربية وهذا الحدث هام لأنه يتزامن مع مرور عشر سنوات على تغيير السابع من نوفمبر

لذلك فان اتحاد الكتاب مطالب بتكثيف أنشطته وابراز مساهمته في الاحتفالين
 
كان صلاح الدين بوجاه رئيسا لفرع 
اتحاد الكتاب التونسيين في القيروان ووقع الاتفاق معه على صيغة وكيفية تكريم الاستاذ (كان أبو زيان يحب مناداته بالاستاذ كما كان ينادى عباس محمود العباد) وتلك قضية أخرى كما كان يقول المنجي الشملي
 
في تلك الاثناء كنت أنا وعلالة الحواشي (صاحب المجموعة الشعرية البكر حلاج البلاد)من جلاس الاستاذ

ما ان علمنا بخبر التكريم حتى بادرنا بتهنئة الاستاذ بل اجتهدنا في انتقاء  عباراتنا على غرار : القيروان شرفت بتكريمك يا أستاذ ...القيروان تستعيد عصفورها...انطلاقة الاحتفالات بتونس عاصمة ثقافية ستبدأ من القيروان ...الخ والاستاذ يستلذ مدحنا حتى وان كان يعرف كذبنا
 
كان يجازينا بدفع من نشرب من قهوة أو ماء الصافية ..المهم أن  يشعر أنه محاط بالمريدين من الادباء الجدد وانه مقصد الجميع ومجلسه في مقهى باريس لايخلو من متحلقين حوله

طلب منا الاستاذ ان نرافقه في الرحلة القيروانية للمساهمة في    النقاش وفي فعاليات التكريم. وقتها اشترط علالة الحواشي أن يدفع لنا  الاتحاد ثمن التنقل إلى القيروان مع مصروف الجيب وافق الاستاذ على جميع طلبات  علالة - دون نقاش- فهو يعرف جيدا ان دورنا يقتضي أجرة
 
لم تكن لي جرأة المساومة التي كانت لعلالة فهو صاحب مجموعة شعرية أما أنا فأديب بالثقة لأنه لم يصدر لي أي كتاب !وماعلي إلا الانصياع
كان اليوم الموعود والتقينا حسب موعد متفق عليه في مقهى باريس حيث كان الاستاذ في انتظارنا وما ان وصلنا حتى هم لنا نادل المقهى الذي خف رغم كبر ردفيه واقبل علينا هاشا باشا عالما أننا لن ندفع حق ما سنشرب وكأنه يتشفى من الاستاذ
 
أما الاستاذ فهو يوم سعده وارتفاع نجمه وكل دفع يهون 
أذكر انه مدنا بورقة نقدية ذات ثلاثين دينارا عليها صورة الشابي وكانت عملة قليلة الاستعمال لسببين 

 
الأول :أنها حديثة الصدور فقد صدرت بمناسبة تونس عاصمة للثقافة العربية
الثاني : أنها كبيرة وعصية على الصرف فمنها سيكون تنقلنا إلى القيروان ذهابا وايابا وثمن فطورنا وثمن الشاي الذي سنتناوله اثر الغداء وثمن السجائر التي سيدخنها علالة
شربنا القهوة وانطلقنا أنا والحلاج نحو محطة المنصف باي على أمل ان نلتقي بالاستاذ في القيروان لأنه سيلحق بنا في سيارة خاصة مع الميداني بن صالح
يتبع  

تعليقات