عودة مدرسية بتعليم ‏مهلهل

بقلم : محمد المي

تراهن الأسر التونسية - مهما كان مستواها الاجتماعي - على تعليم أبنائها لا لأن التعليم في تونس " مجاني " واجباري فقط وقد وضعت مجاني بين علامتي تنصيص قاصدا بل لأن التونسي يعتقد في تعليم ابنائه لمواجهة الحياة . 
المشكلة ان التعليم في تونس مصاب بالوهن وقد استفحلت علته وطال مرضه ولم تحاول الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد والعباد منذ ما سمي - وهما - بالثورة ( الثورة تقضي قضاء جذريا على الأوضاع الفاسدة ) .
لم تحاول حكومات "الثورة" اصلاح التعليم رغم تكاثر الاحزاب ومكونات المجتمع المدني واطلاق الحريات العامة والخاصة وسبب عجزها أنها فاقدة لأهلية الاصلاح لأنها ( الاحزاب) لا تبنى بالكفاءات بل بالولاءات .
تعليمنا ينتج متعلما لا يعرف تاريخ الاستقلال ولا تاريخ الاحتلال ولا تاريخ الجلاء ؟ 
تعليمنا ينتج متعلما شبه أمي ، شبه متعلم أي ينتج أنصافا في كل شيء حتى في الوطنية والاحساس بالانتماء .
لاحظ ان النشيد الوطني يكاد لا يحفظ منه أغلب التونسيين ألا المقطع الأول منه ولو أجريت اختبارا لزعماء الاحزاب والشخصيات الوطنية لما استطاعوا سرد كلمات النشيد الوطني سردا كاملا فتراهم يحركون شفاههم لايهام الناس بأنهم يحفظونه عن ظهر قلب .
طبعا لا يعرف حامل الاستاذية في اللغة العربية حسن حسني عبد الوهاب ولا محمد الفاضل ابن عاشور ولا البشير خريف أو مصطفى خريف ...الخ كما لا يعرف أستاذ التاريخ شيئا يذكر عن المؤتمر الافخاريستي أو مؤتمر ليلة القدر ...الخ ولا أتحدث عن أساتذة الفرنسية والانقليزية ومدى معرفتهم بالثقافة التونسية أو أساتذة المسرح أو الفنون الجميلة ...الخ 
أين نحن ذاهبون ؟ ومتى نعي بخطورة ما نحن فيه ؟ 
لماذا كل هذه الضجة عن تعليم فاسد ؟ وماذا ننتظر من برامج تعليمية تضاعف الامية ؟

تعليقات