ستينية وزارة الثقافة ‏وجزرها ‏المعزولة

بقلم: محمد المي
           يفترض أن تحتفل وزارة الثقافة التونسية بستينية تأسيسها في مفتتح السنة الثقافية الحالية ( أكتوبر 1961/أكتوبر 2021) وأشك في أن هذه الاحتفاليات ستقع أصلا مثلما لم يقع الإحتفال بالخمسينية سنة 2011 ولأن كان المبرر انذاك : الثورة والفوضى وعدم الاستقرار فان المبرر الحالي أن الوزارة دون وزير وهو ما لم يحصل منذ تأسيسها ؟ 
           وضعية سريالية تمر بها وزارة الثقافة التونسية لولا جهود واجتهاد السيد يوسف بن ابراهيم لانفرط العقد تماما .

        هل يعقل الا يقع تعيين مدير عام للمسرح الوطني ؟ فقد صدر بلاغ منذ الوزيرة شيراز العتيري فتح باب الترشح حسب الملفات وتكونت لجنة للغرض ولم يقع تعيين مدير عام للمسرح الوطني الى  اليوم ؟

             لم يقع تعيين مدير لدار الفنون بعد وفاة المرحومة سماح الحباشي ؟ 

                  وهناك ظاهرة جديدة بدأت تستفحل في الوزارة وهي الجزر المعزولة واعني ان الادارات العامة فكل مدير عام استفرد بادارته حتى أصبح موظفوها كالفرقة أو العصابة المعادية لبقية الفرق أو العصابات الأخرى والحال أن كل الادارات العامة تشتغل تحت لواء وزارة واحدة هي وزارة الثقافة.

              ليس هناك تنسيق بين الادارات ولا تعاون ولا تكامل ولا مشاريع مشتركة وذلك بسبب عدم وجود وزير يوحد التوجهات والرؤى ويفرض برنامجا ملزما للجميع يسعى الكل إلى حسن تطبيقه لأن أي نجاح هو نجاح للوزارة كما أن اي فشل هو فشل للوزارة .

في هذه الفترة تحتاج وزارة الثقافة أبناءها الخلص ممن تكونوا فيها وتعلموا على سابقيهم وادركوا وزراء ورؤساء دواوين ومديرين عامين قدموا اضافات حقيقية للذاكرة وللبلاد .

لا بد من ترشيد العمل داخل مؤسسات الوزارة والاستعانة بالكفاءات الوطنية حتى تبقى وزارة رائدة لا تقتلعها العواصف مهما اشتدت .

تعليقات