ملاحظات حول كتاب الولادة في تونس 2

بقلم : محمد المي 

كتاب الولادة في تونس الطقوس والرموز الصادر عن دار الجنوب للنشر للأستاذة الباحثة سهام الدبابي الميساوي كناب هام وجدير بالقراءة وهو يسد ثغرة في المباحث الحضارية المعاصرة لأن طقوس الولادة تختلف من شعب إلى شعب ومن أمة إلى أمة لذلك فان التصدي لهذا البحث يعد مجازفة ومغامرة حقيقية وقد أعجبني التقصي الذي قامت به الأستاذة من النسوة واعتقد أنها لو لم تكن إمرأة لما ظفرت بالمعلومات نفسها وهنا فان جنس الباحثة كونها إمرأة ساعدها على معرفة أشياء لا تتوفر للرجل خصوصا وانها أم وعاشت تجربة الولادة .

كل هذا هام في نجاح البحث الذي لاحظت ان الباحثة قد تسرعت بعض الشيء فهذا الكتاب كان يفترض أن يوشح بمعجم لتفسير المصطلحات من ذلك : 
الوشق 
الداد 
الفيجل 
الطلق
...الخ نماذج عديدة في الكتاب 
الوشق عندنا هو نوع من أنواع البخور وهو في القواميس والمعاجم : 
"وَشَق
  1. الحيوان
    جنسُ حَيَوان من فَصيلة السِّباع ورُتْبة اللَّواحم. أَنْواعُه عَديدة جَميعُها أَصْغر قدًّا من الفَهْد. وهو جَميلُ الشَّكل، حَادّ النَّظَر، قَصير الذَّنَب، على طَرَف كُلّ من أُذُنَيْه خُصْلة من الشَّعْر، قُوتُه ما استطاع إِليه سبيلًا من الحَيوان والطَّيْر. فروه ثمين جدًّا."
  2. ماذا لو وقع هذا الكتاب بين يدي قارئ تونسي ؟ كيف يفهم هذه المصطلحات؟ فحتى يكون الكتاب متوفرا على درجة من العلمية لا بد من ردفه  بمعجم وهو ما نلتمسه من الباحثة  في طبعة ثانية 
  3. قلت ان الباحثة تسرعت قليلا في بحثها وسأدلل على ذلك بمثال : تقول في الصفحة 15 : " وكثيرا ما كانت العائلات الفريبة والمتصاهرة والمتجاورة تختار للطفلين منذ الصغر مصيرا مشتركا، ويطلق على هذه العادة " التسمية" فيقال "فلانة متسمية على فلان " والعكس، وهذا نوع من العقد الرمزي أو الخطبة المبكرة غير الطقسية " 
  4. هذا الكلام صحيح وله سند في الأمثال العامية التونسية من ذلك ينصح بالنزويج ببنت العم كالقول : بنت عمك تصبر على همك أو بنت عمك اضرب ورد للتركينة أو خوذ المرا القريبة والأرض البعيدة ...الخ لقد كانت الباحثة تستطيع تدجيج بحثها بالأمثال والشواهد ولكن يبدو أنها كانت على عجلة من أمرها .       يتبع

تعليقات