ناشرون في الذاكرة

بقلم : محمد المي

تمر الدورة السادسة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب في ظرف استثنائي تمر به تونس والدول العربية وسائر بلدان العالم . لا بد من الفرح ولا بد من الحياة ولا بد من الاحتفاء بالكتاب .

تاريخ النشر في العالم العربي هو تاريخ العثرات وهو تاريخ التحدي لأن الشعوب العربية لم تنعتق ولم تتحرر إلا في النصف الثاني من القرن العشرين مع مايعني ذلك من تفقير وتجهيل مارسته الدول المهيمنية التي لم تكتف بنهب الثروات واستغلال بلداننا أسواقا لها بل عملت على حرماننا من التمدرس والمطالعة والأخذ بأسباب التقدم حتى نبقى رهائن تصوراتها ومقترحاتها وسياساتها لذلك فان فعل النشر في حد ذاته يعتبر فعلا تنويريا ومغامرة حقيقية . 
في هذا الصدد نتذكر رواد النشر في تونس على غرار التيجاني المحمدي وأبو القاسم محمد كرو صاحب أول سلسلة كتب في تونس " كتاب البعث" ومحمد بن اسماعيل ومحمد المصمودي وعمر سعيدان وحامد العلويني ومنصف الدبوسي وحسن جغام كما نتذكر خليفة التليسي وسهيل ادريس ومحمد مدبولي والحاج الحبيب اللمسي ودور نشر عتيدة اندثرت بعد جهود كبرى وخدمات جمة للكتاب على غرار دار العلم للملايين ودار صادر وعويدات ودار المعارف المصرية والدار التونسية للنشر  ...الخ 

مايدخل البهجة على النفوس أننا نرى دورا جديدة تنشأ يسيرها بعض الشباب المثقف والمغامر ودور تصمد رغم الهزات ودور يرثها الأبناء على الأباء ...المهم أن عجلة النشر لم ولن تتوقف  .

لكل هذا لا يسعنا إلا الفرح واعتبار معرض تونس الدولي للكتاب في استمراره وتواصله مكسبا حضاريا وثقافيا وتنويريا .

تعليقات