أيام قرطاج المسرحية في الميزان

بقلم : محمد المي

أبدأ بالقول : اني لا اتوجه بكلامي إلى الصديقة نصاف بن حفصية لأنها ورثت تركة لعب بها المتلاعبون وما كانت تستطيع التغيير لأن التغيير يستلزم دستة من المناضلين .

لنتحدث أولا على مستوى العروض المختارة في الدورة 22 هي في أغلبها متوسطة لكي لا نقول أكثر ومن هنا تبدأ لأن المقدمات تحدد النهايات بالضرورة. واذا قبلنا بها نقبل بما سيأتي عنها حتما .

لقد واكبت الندوة الفكرية وهي دون المستوى على جميع الأصعدة بل انها فضيحة عربية كبرى فيها من لم يحسن قراءة الورقة التي كتبها ؟! 

لقد همست الى الدكتور حمدي الحمايدي وكنا نجلس في الصف الأول فقلت له : اني اضع يدي على قلبي من ضحالة المستوى فقال دون تردد : اني أشاطرك الرأي . 

لا أعرف لماذا تم التفويت في الندوة الفكرية لصالح الهيئة العربية للمسرح ؟ من أجل خلاص المتدخلين وطبع كتاب الندوة ؟ وهل هذا يكلف الكثير ؟ ويرهق كاهل أيام قرطاج المسرحية؟ 

لقد طالعت ردود فعل انفعالية تجاه التهميش واللامبالاة الذي ووجه به العديد من الأسماء على غرار لسعد الجاموسي المدير السابق لأيام قرطاج المسرحية ولبنى نعمان المشاركة في الدورة ومحمد كوكة ....الخ .

هي أيام بلا ذاكرة للأسف ! ولا ماض للأسف الشديد لقد كان بالامكان ان تحتضن دار الثقافة ابن رشيق أو ابن خلدون أو اي قاعة من قاعات مدينة الثقافة معرضا وثائقيا يذكر بجهود المؤسسين ورواد الحركة المسرحية ببلادنا - مثلا - .
لقد صدر في هذه الدورة كتاب توثيقي يعرف بالاعمال المسرحية التي تم انتاجها ودعمها لسنتي 2019 و2020 وكنت اتمنى لو لم يتم هذا التداخل بين الادارة وبين أيام قرطاج المسرحية اذ كان يفترض أن يصدر كتابا يوثق لذاكرة الايام وتاريخها ويمكن أن يتم فيما بعد التعاون بين إدارة المسرح ومؤسسة تنمية المهرجانات . الخلط في غير محله إن لم نقل اعتداء على أيام قرطاج المسرحية. 
هناك أسماء مدين لها كل المسرحيين من قبيل : محمد الحبيب وحسن الزمرلي ومحمد عبد العزيز العقربي واحمد بوليمان وصولا الى محمد السقانجي وعزالدين المدني واحمد حاذق العرف والمنصف السويسي  والمنصف شرف الدين ...الخ وكان يمكن تكريم الاموات أو الأحياء في هذه الدورة وذلك لم يتم - للأسف - طبعا .

لا أعرف المقاييس التي اعتمدت في جائزة صلاح القصب حتى تسند الى حاتم دربال الذي لم يقدم ما به يستحق التكريم ؟ هي العلاقات وحدها المحددة للتكريمات والجوائز .
لا بد من وقفة تأمل في واقع أيام قرطاج المسرحية ومراجعتها والا فأننا أمام تدحرج مكسب وطني والتدحرج لا يكون ألا للأسفل . 
هناك الكثير مما يمكن قوله ولكن أكتفي بهذه الملاحظات العابرة حتى لا يقال اننا صمتنا.

تعليقات