نموت عليك

بقلم: محمد المي
عنوان المسرحية الجديدة التي قدمها لمين النهدي على ركح المسرح البلدي بتونس العاصمة مساء الخميس 30 ديسمبر 2021 

لن أتحدث عن الديكور والموسيقى والاضواء والملابس ...الخ لأن منصف ذويب اكتفى بلمين النهدي فقط وبالنص الذي سيردده لمين على الركح 
لمين لا يحتاج إلى مسرح لأنه مسرح في حد ذاته.
المسرحية تروي متاجرة الأحزاب السياسية بعد الثورة في الام واوجاع الناس .
قيمة الإنسان تضاءلت إن لم نقل انعدمت والكل لا ينظر الى الإنسان بوصفه ذاتا بشرية بقدر ماهو وسيلة لغاية ما . 
شخص يفكر في الانتحار في لحظة ضعف فيتلقف ضعفه أو تهوره ذاك أحزاب وجمعيات من مختلف الاطياف السياسية ومكونات المجتمع المدني : 

ارهابيون يجدون فيه الشخص المطلوب لتنفيذ تفجير انتحاري ويعدونه بالجنة والحور العين...الخ.

مثليون يحرضونه على تنفيذ انتحاره في وسيلة اعلامية مع الايهام بانه مع المثلية الجنسية .
مجموعة من اللصوص والفتوات في شكل حزب اشتراكي حداثي تقدمي يحرضونه على الانتحار ..

تاجر في الأعضاء البشرية يثمن مكونات جسم المنتحر ويدعوه الى بيع اعضائه بدل اتلافها...الخ.

حتى أهل المقدم على الانتحار يشجعونه على فكرة الانتحار لغاية التباهي به .

يجد نفسه أمام رهط من البشر المتكالبين على مصالحهم والذين اعمتهم مصالحهم الضيقة التفكير في الذات البشرية ...

مسرحية تنتمي الى المسرح الشعبي ليس فيها سوى شخص لمين النهدي الذي يتقمص كل الشخصيات على غرار مسرحياته السابقة .
الفكرة ليست خارقة للعادة ولكن من يدخل لمسرحيات لمين النهدي يدخل للضحك ولا شيء غير القهقهة والضحك وان اي نص يقرأه لمين سيضحك الناس بالضرورة حتى لو لم يقرأ لمين نصا شفويا مسموعا فانه سيضحك الناس . بقسمات وجهه وشكله وطريقة تحركه على الركح .
لا أعرف سبب ارتباط لمين النهدي بالمنصف ذويب من هذه الناحية ! بقي ان نقول إنها مسرحية ضاحكة مضحكة تضحكنا من ذواتنا وعلى ذواتنا وتضحكنا من واقع بائس نحن ضحاياه.
لمن يريد الضحك زمن النكد عليه بمشاهدة لمين الذي أبدع على امتداد ساعتين من الزمن دون أن يركن إلى الراحة أو يتوقف دقيقة واحدة .
ممثل كبير وطاقة كبرى أسمها لمين النهدي.


تعليقات